أشار المهندس ​حسين الحاج حسن​ في حديث لـ"النشرة"، إلى أنه "مع بداية تفاعل ​الأزمة​ الناتجة عن ​فيروس كورونا​، ومع معرفتنا أنّ كمية أجهزة ​التنفس​ الإصطناعي الموجودة في ​لبنان​ غير كافية لأعداد المصابين المتوقعين في الأسابيع المقبلة، قمنا كمجموعة خريجين من كليّة الهندسة في ​الجامعة اللبنانية​ مع المهندسين هشام عيسى و​حسين حمدان​، وبالتنسيق مع طبيب أخصائي في الجهاز التنفسي، بالعمل على تصميم أولي لجهاز تنفس إصطناعي ممكن تصنيعه محليا من مواد موجودة في السوق اللبناني، ويؤمن الوظائف الأساسية المطلوبة في أجهزة التنفس الإصطناعي"، لافتا إلى "اننا طلبنا من أيّ مهندس في أيّ جامعة في لبنان يريد المساعدة في تنفيذ الجهاز التواصل معنا للمشاركة في التفاصيل بهدف إيجاد حل لمشكلة النقص في أجهزة التنفس، وبطبيعة الحال هذا المشروع لا يبغي الربح والهدف الأساسي للمبادرة هو إنساني بحت".

ولفت الحاج حسن، إلى أنه "بعد أيّام من إطلاق مبادرتنا تحت عنوان "متنفس لكل لبنان" إنضم إليها أكثر من 250 مختص بين مهندس وطبيب وإداري وتقني والعديد من الشركات، وتمّ العمل بشكل مكثّف لإنتاج نموذج مبدئي، وكانت المنصّة مفتوحة للجميع، ويمكن لأيّ مختص الاطلاع على التقدّم والمشاركة بهدف واحد وهو إنتاج الجهاز من دون الاكتراث من يصل أولا".

وأوضح الحاج حسن أنه "تم عقد أكثر من لقاء في ​وزارة الصناعة​، حيث عرض عدد من الاكاديميين والمهندسين والصناعيين للتصاميم التي وصلوا اليها لإنتاج جهاز التنفس الإصطناعي"، مؤكّدا "اننا قمنا كمبادرة بوضع كل طاقتنا بتصرف ​الدولة​ اللبنانيّة، كما طرحنا على وزير الصناعة ​عماد حب الله​ ٤ نقاط أساسية وهي: المضي في العمل على إنتاج أجهزة تنفس إصطناعي، وإصلاح أعطال الأجهزة الموجودة، وتجميع الأجهزة الموجودة في السوق، بالإضافة إلى العمل على استيراد أجهزة من الخارج، وقد تعاطى الوزير حب الله بإيجابية مع ما طرحناه".

ورأى الحاج حسن أن "الأهم بالنسبة لنا أن كثرا تحركوا بعد إطلاق مبادرتنا للمشاركة في إيجاد الحلول، وقد تم تشكيل خليّة أزمة علميّة، وهناك عدّة فرق من المبادرة وخارجها، بعضها تنسق فيما بينها وأخرى تعمل على حدى، كما أن هناك فرقًا عديدة تعمل في مجالات أخرى لتصنيع أمور مختلفة كأجهزة قياس الحرارة وغيرها"، موضحا أن "أجهزة التنفّس الإصطناعي التي نعمل عليها لن تكون شبيهة بتلك التي تُصنّع في الخارج بمواصفات عالميّة، كون ذلك يتطلب وقتا طويلا وعمليات دقيقة قبل أن تدخل مرحلة الإنتاج".

وشدد الحاج حسن على أن "تشكيل خليّة الأزمة هو بمثابة الإنتصار الأول لنا، وتكمن أهميّتها في توليد أفكار جديدة ومشاريع عديدة يتم العمل عليها، والأهم هو التواصل فيما بينها، والأمر الأساسي بالنسبة لنا هو الموضوع الإنساني للمبادرة ونأمل أن تنتهي أزمة فيروس كورونا"، مضيفا: "جلّ ما نتمناه أن نستطيع إنتاج الأجهزة وألاّ نضطر لإستعمالها، وكما أكدنا أنها تشكل خط الدفاع الأخير في المعركة بمواجهة كورونا"، داعيا "جميع اللبنانيين للإلتزام بالتدابير الوقائية والعمل بإيجابية لأن تجاوز الأزمة يتطلب تكاتف الجميع".