فيروس كورونا​ الذي إجتاح ​العالم​ لا جنسية له، لا ​طائفة​ ولا مذهب. فيروس كورونا أوCovid 19 الذي أسقط دولاً وإمبراطوريات طبية وتكنولوجيّة عالمية، لا يجب التعاطي معه بخجل خصوصاً في بلد ك​لبنان​، لأن الخجل اليوم، قد ينقلنا غداً الى مرحلة الوباء الشامل، أي مرحلة الكارثة التي لن يتكمن فيها جميع المصابين من دخول المستشفى إذا كانوا بحاجة، لأن الأولوية في الأسرّة ستكون فقط لأصحاب الإصابات الحرجة والخطرة.

نعم الخجل ممنوع، والتصريح عن وجود مصاب في بلدة ما، يشكل في الحرب المفتوحة مع الفيروس، أحد أبرز أساليب المواجهة، لذلك التحية لكل بلدية تصدر بياناً رسمياً عن إصابة أحد أبنائها بكورونا، ولكل شيخ أو كاهن أو مختار يقوم بإبلاغ سكان بلدته عبر مكبرات الصوت، بأن فلاناً تأكدت إصابته بكورونا داعياً كل من إختلط معه الى إجراء فحص الـPCR الخاص بالفيروس، والى حجر نفسه منزلياً بعيداً عن عائلته وأهله لأسبوعين، كي يتأكد من عدم إنتقال الفيروس الى جسمه.

التحية لكل لهؤلاء، "ويا عيب الشوم" على كل مؤسسة أو شركة أو بلدية أو عائلة تحاول قدر الإمكان إخفاء معلومة إصابة أحد العاملين فيها أو أفرادها وكأن في الأمر عيب. لا، كورونا ليس عيباً أو عاراً يمس بشرف صاحبه وعائلته، إنه مرض ككل ​الأمراض​ ويحتاج الى متابعةمن أطبّاء اختصاصيين، وعلاجه الوحيد يبدأ بالوعي. لا نكتب ما نكتبه من باب الوعظ، ولا من باب التنظير على الناس، نكتب ما نكتبه لأن هناك شركة تجارية بارزة لديها مئات الفروع والموظفين على كامل الأراضي اللبنانية، تتعاطى مع إصابة عدد من موظفيها بكورونا، بمنطق التكتم والتستّر لا داخل الشركة بل خارجها. مقر الشركة الأساسي حيث إدارتها، قائم على ساحل ​جبل لبنان​، وتشير المعلومات أن الوباء إنتقل اليها عبر مصدرين، الأول هو أحد المالكين لها، والثاني موظف يعمل في قسم التوزيع ويجول على المناطق ويتعاطى مع الكثيرين يومياً. المصادر المتابعة لهذا الملف، تؤكّد أن إدارة الشركة تأخرت بعض الشيء في البداية قبل أن تعلم موظفيها بأن كورونا أصبح داخلها، ولكن بعد إبلاغهم طلبت منهم إجراء الفحص الخاص ب​الكورونا​ وإرسال نتيجته الى إدارة الموارد البشرية. وهنا يرجّح موظفون فيها أن يكون تأخّر الإدارة في الإعلان عن إصابات داخل العاملين فيها، قد تسبّب بإصابة آخرين منهم وهذا أمر كان بالإمكان أن تتفاداه الإدارة لو تعاطت بصراحة مطلقة.

أسوأ ما حصل على صعيد التكتم والتستّر، هو ما قامت به الإدارة مع عائلة موظّفة جاءت نتيجة فحصها إيجابية، حيث أصدرت عائلتها بياناً أعلنت فيه إصابة إبنتها بكورونا، وطلبت من جميع من رآها أو إختلط معها من الأقارب والأصدقاء إجراء الفحص الخاص بالفيروس للتأكد من عدم إنتقال العدوى اليه، عندها، وفي تصرف غير مفهوم، تلقت العائلة والموظفة سلسلة إتصالات من الشركة المذكورة، تستنكر فيها إصدار البيان، على قاعدة أن الأمر لا يحتاج الى هذه الضجة، وأن الأمر يعالج كما يجب، ومن دون الإضرار بإسم الشركة!.

لا يا حضرات المديرين والمالكين لهذه الشركة، كورونا ليس عيباً ولا يضر بإسم الشركة ولا بشرف العائلة، إنه فيروس يستهدف جسم ​الإنسان​ فقط وقد يؤدي الى قتله، ولأنه سريع الإنتشار، مواجهته لا تكون إلا بالوعي والصراحة وعدم التستّر وببقاء الناس في المنازل وعدم الإختلاط، ومن له أذنان سامعتان فليسمع.