أشار نقيب محرري ​الصحافة​ ​جوزيف القصيفي​ في حديث لـ"النشرة"، إلى أن "الاعلام ال​لبنان​ي بإستثناء بعض الحالات المحدودة كان متابعًا للوضع المستجدّ جراء تفشي وباء ​الكورونا​، وقد قام بدور توعوي مشهود له سواء في الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب وحتى في المواقع الإلكترونية"، لافتًا إلى أنه "قد تقرأ أو تشاهد في الإعلام نظريات متباينة أو متقاربة عن أصل الداء وكيفية متابعته وهو أمر طبيعي، ومن سمة المجتمعات المنفتحة بعضها على بعض في زمن العولمة، حيث يتم تداول المعلومات والخبرات على أوسع نطاق"، مؤكدًا أنه "في الإجمال كانت حركة الإعلام في ​الأزمة​ جيدة، وأعتقد أنه مع تقدم الوقت أصبحت هناك حرفية رفيعة في تشخيص الموضوع والتوجّه الى المصادر الموثوقة في تقصي أسباب الداء وسبل ​الوقاية​ منه وهذا أمر إيجابي يُسجل للإعلام في لبنان".

وعن وضع الصحافيين والإعلاميين في ظلّ قرار التعبئة العامة، أوضح القصيفي أنه "تواصلت مع ​وزيرة الإعلام​ ​منال عبد الصمد​ في وقت سابق لمتابعة هذا الموضوع، وحتى الآن لا مشكلة أمام إنتقال الصحافيين، ويكفي أن يُبرز الصحافي بطاقته لتسهيل مروره"، مشيرًا إلى أنه "في الوقت نفسه تمنيت على الزملاء أخذ اقصى درجات الحيطة والحذر، وأن يتجنبوا التجمعات في مكان واحد، وإذا أمكن الأمر توزيع المهمات فيما بينهم، وتبادل ​الأخبار​ لفترة محدّدة، وعلى سبيل المثال يمكن للصحافي الذي يغطي نشاط ​مجلس الوزراء​ أن يزود زميله في وسيلة إعلامية أخرى بالأخبار وهكذا يمكن ترتيب الاوضاع لحين الخروج من الأزمة التي نعيشها"، لافتًا إلى أنه "في الوقت عينه طلبنا من المؤسسات الصحافيّة والاعلاميّة إتخاذ الإجراءات التي توفر الحماية للزملاء، والمناوبة فيما بينهم لجهة الحضور إلى مقرات مؤسساتهم، وطلبنا من أصحاب الصحف إختصار عدد الزملاء والسماح للبعض الآخر بكتابة تحقيقاتهم وتسيير أعمالهم من المنازل، وأعتقد ان هذا الأمر بات معمولاً به الآن".

وردا على سؤال حول الصحافيين غير المنتسبين للنقابة أو أولئك الذين إنتهت مدة بطاقتهم، لفت القصيفي إلى ان "التدبير المعمول به الآن يسهل عمل الصحافيين الذين لديهم بطاقات من وسيلتهم الإعلامية، كما أن الصحافيين المنتسبين للنقابة والذين لا توكل إليهم مهمات ميدانيّة يُستحسن أن يقوموا بأعمالهم من منازلهم"، معتبرا أن "التحصّن ببطاقة الصحافة للتجوّل والقيام بأعمال اخرى لا علاقة لها بالعمل الإعلامي أمر غير مقبول".

وفي سياق متصل، أمل القصيفي ألاّ تضطر ​الدولة​ لفرض حالة طورائ، مؤكدا أن "هذا الإجراء في حال تم إتخاذه لا يطال الصحافيين، فقانون الطوارئ الصادر في العام 1967 يستثنيهم من الإجراءات التي ينص عليها، وذلك وفق آلية وترتيب يصدر عن مجلس الوزراء".

من جهة أخرى توجه القصيفي إلى ​الشعب اللبناني​ بالقول :"صحتكم وسلامتكم من صحة الوطن وهي فوق كل إعتبار، عليكم الالتزام في منازلكم وبالإرشادات الصادرة عن ​الحكومة​ و​وزارة الصحة العامة​ وكل الجهات المعنية، فهي ترمي إلى توفير الحصانة والضمانة لكل فرد من أفراد ​المجتمع اللبناني​"، لافتا إلى أن "الشرائع والقوانين والسنن تصب في خدمة الإنسان وهي لا تبغى إلا سلامته، وحرام علينا ألاّ نلتزم بالإجراءات المطلوبة خصوصا أن هذا الوباء عابر للمناطق والحدود والدول والقارات والأعراق والاديان و​الطوائف​ والمذاهب، واذا إنتشر لا سمح الله لن نستطيع حصر تداعياته ،ولذا من واجب الجميع التعاطي مع الموضوع بحرص وحذر".