شدّد سفير لبنان السابق في ​واشنطن​ ​رياض طبارة​ على أن "ما يخاف منه ​ترامب​ حالياً في شكل أساسي، هو تراجع ​الإقتصاد​ الأميركي. فإذا كانت بعض الشركات والمصانع الأميركية ستُقفل مدة طويلة، فهذا الأمر يصعّب عليها الإنتاج، حتى من الناحية التقنية، في مرحلة ما بعد كورونا".

وأشار في حديث الى "أخبار اليوم" الى أن "هذا الواقع سيؤثّر على أموال المستثمرين، وهو يعني أن مرحلة ما بعد الوباء تستوجب حصول بناء إقتصادي من صفر. وبالتالي، يخاف ترامب من تفكّك الشركات الكبرى لديه، لأن إعادة بنائها سيستغرق سنوات، وهو يتصارع مع فريق الخبراء لديه. ومن هذا المنطلق، تحدث قبل أيام عن إيجاد دواء للفيروس. فهو يفكر بالإقتصاد وبالإنتخابات الرئاسية القادمة. أما هم، فيفكّرون بطريقة طبية. وهذا ما يصعّب عليه اتّخاذ أي قرار فعلي، في الوقت الراهن".

ولفت طبارة إلى أنه "من الممكن أن يشكل ​فيروس كورونا​ الورقة الأصعب وغير المتوقعة التي قد تطيح به رئاسياً، لأن المواطن الأميركي لا يهتمّ بما يفعله رئيسه في الخارج، بقدر ما ينتبه الى مستقبل راتبه وضرائبه، وأوضاعه الإجتماعية، فإنجازات ترامب الإقتصادية في الداخل الأميركي هي التي كان يُمكنها أن تتسبّب بإعادة انتخابه. ولذلك، سيحاول القيام بكل ما في وسعه، لإعادة النشاط الإقتصادي الأميركي الى طبيعته".

ورأى أن "أعداء ​الولايات المتحدة​ في العالم، مثل ​إيران​، قد يفرحون لضعفها الإقتصادي، لأنه قد يجعل واشنطن تتعاون معهم أكثر، ولا سيّما أن أولويات السلوك السياسي الأميركي أصيبت بسبب الفيروس، مشيراً إلى أن الأميركيين، وغيرهم من الدول الكبرى، يملكون أحدث ​الصواريخ​، وبرامج الفضاء، ولكنّهم يعجزون عن تأمين الكمامات و​المستلزمات الطبية​ لشعوبهم، بوفرة، حالياً. وهنا الفضيحة الأساسية".

وأكد أنه "رغم كلّ شيء، إلا أن أي سقوط إقتصادي للولايات المتحدة، سيجعل ​أوروبا​ تسقط. وإذا سقطت أوروبا، تسقط معها ​الصين​. وإذا سقطت الصين، فهذا يعني أن الإقتصاد العالمي كلّه سيسقط، فالإقتصاد العالمي بات مترابطاً جداً، ولا سيّما في ما بين الدول ذات الإقتصادات الكبرى. كما أن سلسلة الإنتاج العالمي تبدأ في الولايات المتحدة، وتنتهي فيها. وإذا تعثّرت، سيتعثّر العالم كلّه معها".

وشدد على أنه "من المبكر القول إن الولايات المتحدة ستسقط، رغم أزمة "كورونا". فالأميركيون يعتبرون أنفسهم حالياً في معركة، يحاربون فيها من داخل الضّباب".