لفت السفير ​الصين​ي في ​لبنانوانغ كيجيان، إلى "أنّنالا يمكننا إعلان النصر النهائي على فيروس "كورونا" في الصين، لكنّناحقّقنا قطع الانتقال المحلي للفيروس وتسجيل صفر إصابات بالنسبة للإصبات الداخلية، وهناك خطورة من إعادة انتشاره مع زيادة التحرّكات وإعادة تشغيل ​المصانع​ والشركات، والخطر الأكبر من إدخال الإصابات من خارج حدود الصين".

وأوضح في حديث إذاعي، أنّ "أغلب الإصابات الّتي سُجّلت الأسبوع الماضي كانت ​حالات​ دخلت من خارج الحدود، والمهمّة شاقّة جدًّا لاحتواء الفيروس والسيطرة التامة عليه"، مذكّرًا بأنّه "عندما تمّ تحديد الفيروس وتفشّى في ​ووهان​، كان من الضروري اتخاذ إجراءات صارمة وحازمة لوضع حدّ لانتقال الفيروس من ووهان إلى مناطق صينيّة أُخرى، فتمّ وضع المدينة تحت حجر صحّي الكامل، مع اتخاذ إجراءات وقائيّة في مناطق صينيّة أُخرى لمنع تفشّي كورونا".

وركّز كيجيان على أنّ "هناك تجارب وجهود حثيثة من قبل خبراء وعلماء صينيّين وفي ​العالم​ لمحاولة اكتشاف دواء أو لقاح لـ"كورونا". الفريقان الصيني والأميركي أحرزا تقدّمًا على صعيد تطوير اللقاح، والفريقان دخلا مرحلة التجربة على المتطوّعين، وهذا تطوّر مهمّ بحدّ ذاته، لكن عمليّة تطوير اللقاح تحتاج إلى فترات زمنيّة لا يمكن تقصيرها"، مبيّنًا أنّ "بحسب تقديرات عدد من الأطباء والاختصاصيّين في هذا المجال، فإنّ التقدّم الكبير على صعيد اللقاح لن يحصل قبل شهر أيلول المقبل".

وأشار إلى أنّ "متخصّصن صينيّين وعالميّين يقومون بتجارب لأدوية موجودة حاليًّا، على المصابين بالفيروس. قبل أسبوع، صدرت النتيجة لأحد ​الأدوية​ الموجودة، وهو دواء ياباني تمّ تطويره في عام 2014. أُجريت تجارب سريريّة عليه الشهر الماضي، وحصل الدواء على رخصة للإنتاج في الصين قبل أيام، لأنّه أظهر نتائج جيّدة على المصابين بالفيروس". ونوّه إلى أنّ "هناك أدوية أُخرى مرشّحة لعلاج المرضى، وأُخرى تحت التجربة، منها دواء أميركي ستنتهي تجربته الشهر المقبل".

كما شدّد على أنّ "بحسب الخبراء الصينيّين و"​منظمة الصحة​ العالمية"، فإنّ الدراسات العلميّة حتّى الآن لم تثبت تأثير درجات الحرارة أو تغيير الجو على تفشّي الوباء وانتقاله". وذكر أنّ "منذ البداية، ​السفارة​ الصينية في لبنان تتعاون وتنسّق بشكل وثيق مع ​وزارة الصحة​ العامة اللبنانية ومتخصّصين لتبادل الخبرات والمعلومات والتشاور حول إجراءات ​الوقاية​ والعلاج، وشاركنا الخبرات التّي جمعناها".

وكشف كيجيان أنّه "قُدّمت تبرعات من الجالية الصينية والشركات العاملة في لبنان، من مستلزمات طبيّة وأجهزة للمساعدة في الاحتواء والوقاية. الحكومتان الصينية واللبنانية تقومان بتنسيق لتوفير الدعم والمساعدة حسب الإمكانيّة والقدرة"، مفيدًا بأنّه "ثبُت أنّه لا يوجد أي دولة في العالم يمكنها أن تكون منعزلة من الفيروس، إذا لم تكن جاهزة من نواحي عدّة: الإهتمام من قِبل الحكومات والسلطات والشعب، القدرات والإمكانيّات، وإجراءات الوقاية". ولفت إلى أنّ "منذ البداية، تضع وزارة الصحة اللبنانية إجراءات وفق إرشادات "منظمة الصحة العالمية"، ومن ثمّ اتّخذت ​الحكومة​ إجراءات احترازيّة عدّة".

إلى ذلك، أكّد أنّ "مصدر الفيروس حيواني وليس مصنّعًا في المختبرات. لا أدلّة علميّة تدعم نظريّة المؤامرة حتّى الآن"، مشيرًا إلى أنّ "وباءً بهذا الحجم هو تحدّ لكلّ الدول، وهناك ضرورة للعمل المشترك والتضامن بين الجميع لمواجهته".

من جهة ثانية، بيّن كيجيان أنّ "هناك رغبة للمشاركة بمشاريع عدّة في لبنان، وليس هناك أي شرط سياسي للصين في مجال التعاون الاقتصادي والتجاري، لكنّنا دائمًا ندعو إلى تعاون تجاري على أساس المنفعة المتبادلة والاحترام المتبادل. لا يمكن القيام بأي تعاون بظلّ عدم التكافؤ بين الجانبين". وأوضح أيضًا أنّ "شركات صينيّة كبرى قامت بزيارات استطلاعيّة إلى لبنان وتعرّفت على الاحتياجات على صعيد الكهرباء، وتواصلت مع الجهات المختصة وعبّرت عن الاستعداد للمشاركة بأي مناقصة".