اعتبر المفتي ​الشيخ أحمد قبلان​ برسالة الجمعة "أننا لا نحسد على ما نحن عليه، إنه بلاء كبير وابتلاء عظيم يتماهى مع الآية القرآنية الكريمة (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ)، فهذا ما يعيشه ​اللبنانيون​ ويعانون منه جميعاً، خوفاً وجوعاً ونقصاً من الأموال والأنفس والثمرات، في حكومة إمكانياتها السياسية والمادية غير متوفرة، جراء منهجيات وسلوكيات سلطوية سابقة أوصلت البلد وشعبه إلى هذا الواقع المأساوي والمرير الذي يكاد الخروج منه أمراً ميؤوساً."

اضاف الشيخ قبلان برسالة الجمعة إلى اللبنانيين، "نعم نحن أمام أوضاع حرجة وخطرة جداً، لذا نقول: بالصبر والتعاون والتكافل والانضباط العام من قبل الجميع والالتزام بالتعليمات والإرشادات الطبية والصحية، يمكن أن نخفف من غلواء هذه الجائحة الكورونية، ونحدّ من انتشار هذا الفيروس المدمر على قاعدة "ما حك جلدك مثل ظفرك" أيها المواطن".

ولفت الى إننا نقدر الظروف التي جاءت بهذه ​الحكومة​ ونعرف جيداً مدى إمكانيات ​الدولة​ وحجم الأعباء المالية والمديونية التي راكمتها سنوات من الهدر والنهب والصرف من دون حسيب ولا رقيب، كما ندرك بأن المهمة صعبة وشاقّة ومعقدة وبخاصة مع هذا الوباء الذي بات يشكّل هاجساً مرعباً لجميع اللبنانيين، ولكن هذا لا يعفي الحكومة من إنجاز خطة اقتصادية مدروسة وبرنامج واضح وشفاف ومقررات وطنية شجاعة، تتخذ بمنأى عن إملاءات من هذا وذاك.

واكد ان البلد ليس في أزمة أيها السياسيون، البلد مأزوم بكل المعايير الوطنية والأخلاقية والإنسانية، فالجرح عميق والوجع كبير وصراخ الناس من كل ​الطوائف​ وفي كل المناطق، والانفجار سيكون مزلزلاً، ولهذا ننصح هذه الحكومة التي قبلت أن تحمل كرة النار وأطلقت على نفسها حكومة التحديات أن لا تبرر فشلها بالذرائع والحجج، وأن تقوم بدورها وتتحمّل مسؤولياتها كما يفترضه الواجب الوطني، لا كما يفرضه الولاء السياسي، فاللعبة انتهت وكل مستور بان، والحديث في العفة والإصلاح يبقى في سياق الدجل والنفاق ما لم يقترن بالمبادرة والأفعال ودائماً من الأعلى إلى الأسفل.