أشار عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب ​قاسم هاشم​، في حديث لـ"النشرة"، إلى أن "موقفنا في قضية المغتربين واللبنانيين العالقين في الخارج واضح منذ البداية، وبيان رئيس ​مجلس النواب​ ​نبيه بري​ كان شفافًا إلى أقصى حد إذ دعا ​الحكومة​ إلى عقد جلسة إستثنائيّة تعيد النظر في هذه القضيّة"، معتبرا أن "مجلس الوزارء مجتمعا مطالب بتحمل مسؤولياته والقيام بواجبه الوطني والإنساني تجاه مواطنيه، وما سمعناه في الجلسة الأخيرة للحكومة في هذا الشأن معيب جدًا".

ورأى هاشم أن "المغتربين الذين لطالما كانوا جناح لبنان الثاني في الأوقات الحرجة هم بحاجة إلى وطنهم اليوم، وعلى اللجنة الوزارية المكلفة البحث في هذه القضية إتخاذ إجراءات سريعة لتأمين عودتهم الى لبنان أيًّا كانت ظروفهم الصحية او المادية، ولا يجوز التلكؤ والمماطلة تحت أيّة ذريعة"، معتبرًا أن "موقف رئيس ​مجلس الوزراء​ حسّان دياب الذي أكّد أن الحكومة لا تستطيع اجراء أيّ استثناء للبنانيين في الخارج قبل نهاية فترة التعبئة العامة هو تهرب وأبعد ما يكون عن المسؤولية الوطنية".

وعلق هاشم على ما يحكى عن خلافات بين بري ودياب، مؤكّدًا أن "هذا الكلام يندرج في إطار التحليلات والتكهّنات، وانا أؤكد أن لا إشكاليات بينهما، ولكن بالطبع ليس هناك تطابقًا في المواقف، ومن الطبيعي أن يحصل تباينات في بعض القضايا المطروحة بين الرجلين، وهذا أمر طبيعي وصحي في آن معًا".

من جهة أخرى، لفت هاشم إلى أن "الحكومة و​وزارة الصحة العامة​ تقومان بما يلزم لناحية الإجراءات والتدابير في مواجهة ​فيروس كورونا​، ولكن هناك تقاعسًا في تلبية متطلبات العائلات اللبنانية الفقيرة"، معتبرًا أن "التعاطي ببيروقراطية مع المحتاجين والمياومين وكل الذين خسروا أعمالهم وفقدوا مصادر رزقهم نتيجة قرار التعبئة العامة هو أمر مؤسف"، مؤكّدا أنّه "لا يمكن إنتظار شهر كامل حتى تصل المساعدات إلى المحتاجين، ولكن يبدو أنّ البعض يريد إيصال "لقمة العيش" لهم وهي مغمسة بالذل".

وشدّد هاشم على أن "الأزمة الناتجة عن تفشّي فيروس كورونا من الطبيعي أن تترك أثارًا سلبية على مستوى العالم ككل، ولبنان لا يعيش في جزيرة معزولة، وأوضاعنا الإقتصاديّة لا نُحسد عليها قبل إنتشار الفيروس، وبطبيعة الحال سنواجه تداعيات سلبيّة مستقبلا، ولكن الأمر يتوقف على كيفية المعالجة ومقاربة المواضيع فيما بعد، وهذا ما ستجيب عليه الايام المقبلة وما إذا كنا سنستخلص العبر من الأزمة الحالية"، مؤكدا أن "أزمة كورونا طغت على غيرها من الأزمات وقد باتت على رأس سلم الأولويات بالنسبة للحكومة، ولكن في الوقت عينه لا بد من إستكمال البحث في بنود الخطّة الإصلاحيّة، خصوصًا أن بعض الملفات لا تحتاج بحث طويل بل إلى قرارات جريئة".

وفي سياق متّصل، أسف هاشم لأنّ بعض اللبنانيين مستمرّون بالتعاطي بإستهتار مع أزمة الفيروس، معتبرًا أن "هذا الأمر سيكون عاملاً سلبيًا في مواجهته"، مشددا على أن "العنصر الأساسي في المعركة بالمواجهة هو الحجر المنزلي، والاسبوعين القادمين يشكلان عاملاً مفصليًا لأنهما سيكشفان الكثير من الحالات التي تحضن الفيروس دون أن تظهر عليها أيّة عوارض"، داعيًا "اللبنانيين إلى الالتزام في منازلهم كي ننتصر في هذه المعركة بأقل خسائر ممكنة".