علق نائب رئيس مجلس النواب ​إيلي الفرزلي​، في حديث لـ"النشرة"، على قضيّة المغتربين ال​لبنان​يين الذين يرغبون بالعودة إلى لبنان، مؤكدًا أن "هناك إرادة داخلية عبرت عنها أكثر من مرجعية في لبنان تركز على مبدأ أنه لا يمكن القول للمغترب اللبناني لا تعود إلى وطنك، والدليل على ذلك هو النقاش الدائر اليوم ليس في حقهم بالعودة أم لا، بل في ظروف عودتهم حتى لا تؤثر على الغاية الصحية"، معتبرًا أن "المقترحات في هذا المجال إيجابية على أن يتم إعادتهم بطريقة متسلسلة لتأمين السلامة الصحيّة في البلد"، مضيفًا : "لا أعتقد أن أحدًا من اللبنانيين في الداخل يرفض ذلك، ولكن الخوف كان على الهدف الذي من أجله إتخذ ​مجلس الوزراء​ قرارا بإقفال المطار والحدود".

وردًا على سؤال حول موقف رئيس مجلس النواب ​نبيه بري​، وتهديده بتعليق تمثيله في الحكومة في حال لم يعالج الموضوع، أوضح الفرزلي أنه "لا أعتقد أن بري أو غيره في ظل الظرف القائم لهم مصلحة في اللعب بالواقع القائم، وهو ليس غاويا إسقاط الحكومة، أو في وارد منعها من القيام بواجباتها"، معتبرًا أن "الحكومة الحالية لم تقدم لنا حتى الآن سوى التعاطي مع الأزمة الناتجة عن ​فيروس كورونا​، وكنا نأمل أن تقدم خطّة إقتصاديّة وإجتماعية ولكن الظروف عاكستها".

من جهة أخرى، أكد الفرزلي أنه "لا يجوز لأصحاب المصارف​ أن يتصرفوا وكأن لا علاقة لهم بما يجري في البلد، وهم منذ زمن متخلين عن مسؤولياتهم في التعاطي مع الشأن العام، ويتصرفون بطريقة أنانية وهدفهم الوحيد هو الربح السريع"، متسائلًا : "أليس من المعيب أن تتبرع ​جمعية المصارف​ بـ6 مليون ​دولار​ فقط؟ ويجلس رئيس الجمعية ​سليم صفير​ مع رئيس حكومة لبنان ​حسان دياب​ ليتفاخر بذلك؟"، مشيرا الى أنه "لست عدوًا للمصارف، بل على العكس أنا مع الحفاظ على هذا القطاع، ودافعت في السابق عن السريّة المصرفيّة، كما أنني ضد القضاء على القطاع المصرفي لأنه كان سببًا من أسباب إزدهار لبنان، ولكن الشخصيات المسؤولة عن هذا القطاع تتصرف وكأنها تملك دكاكين".

وشدّد الفرزلي على أن "المصارف كانت شريكة في ​السياسة​ الإقتصاديّة في لبنان على مدى عقدين أو ثلاثة، وانا أعني ذلك جيدًا، وقد استفادت بمئات ملايين الدولارات، كما كانت سببًا في تدخل حاكم ​مصرف لبنان​ رياض سلامة في مسألة الهندسات الماليّة بسبب سوء إدارتها، ولأنّ إفلاسها كان سيتسبب بضرب قطاعات اقتصاديّة متعددة في البلد"، مضيفا : "على المصارف المساهمة في إراحة البلد ويجب أن يعلموا أن "الولدنة ما بتمرق على خير" وعليهم أن يدركوا حجم الأزمة التي نعيشها اليوم وهي بطبيعتها ونتائجها ستكون وجوديّة"، كاشفًا أنه "في السابق حصل إقتراح للتبرع للجيش اللبناني وبعد مداولات أرسلت جمعية المصارف لبري حوالي 7 ملايين دولار، الذي رفض قبولها انذاك".

وأسف الفرزلي لأن "نظام القيم في لبنان قد سقط، وعلى الرأسماليين والمتموّلين الذين لا نراهم إلا في مناسبات الوجاهة أن يساهموا مع الفقراء في هذه الأزمة التي يعيشها لبنان"، معتبرًا أن "حزمة المساعدات التي ستقدمها الحكومة اللبنانية لا يمكننا التقدير عمّا إذا كانت كافية إلا بالنظر إلى تطور الوضع"، معتبرًا أنه "إذا تدحرجت الأمور إلى نتائج كارثية كما حصل في أوروبا وأميركا فبالطبع لن تكون هذه المساعدات كافية".