أشار السفير السوري في ​لبنان​ ​علي عبدالكريم علي​، إلى أنه "في ظل هذه الظروف التي نعاني منها مع انتشار وباء ​كورونا​، يعتبر إغلاق الحدود مع لبنان كما إغلاق المدارس والمقاهي والأماكن العامة، أمر طبيعي لتحصبن البيئة الصحية في المنازل والقرى، وهذا ما انتهجته الدول الأجنبية للحد من انتشار الفيروس".

ولفت علي إلى أن "عدد السوريين في لبنان ليس بقليل لنعيدهم إلى الوطن، بل هم بالألوف، مقيمين في لبنان، وملزمين بالالتزام بما تقرره وزارة الصحة اللبنانية"، مؤكداً أن "ما تقوم به ​الحكومة السورية​ يندرج تحت الإجراءات الوقائية الطبيعية، والتي تعتبر مطلب للدولة اللبنانية كما للدولة السورية كما كل الوسائل التي تمنع إنتشار الوباء".

كما شدد على أن "​الدولة السورية​ لم تدّخر جهداً ولا قراراً في تسهيل عودة السوريين إلى بلادهم، وكانت تنتقد وسائل الإعلام التي تحاول التشويش على السوريين وتقنعهم بعدم العودة بسبب الخوف الذي تزرعه بعض المنظمات"، موضحاً أنه "تم التواصل مع كافة الجهات للسماح للسوريين الذين كانوا محتجزين في ​مطار بيروت​ بالعودة إلى بلادهم".

أما بالنسبة للمئات من الألوف من السوريين المتواجدين على الأراضي اللبنانية، أكد علي أن "هذا الوضع الذي فرضته هذه الجائحة عمره أكثر من شهرين، وأمر العودة كان مطروحاً عندما كانت الحدود والمطارات مفتوحة، بالتالي الأولوية الآن تكون لصيانه الوضع العائلي والعام لجميع العائلات، وليس فتح الباب على مصرعيه"، موضحاً أن "المقصود ليس إغلاق الباب امام الراغبين بالعودة".

ونوّه بأن "الإجراءات التي اتخذتها ​سوريا​ هي تنبؤ لتفادي وقوع أعداد اصابات كبيرة، وخاصة ان 9 سنوات من حرب عدوانية شرسة، دمرت عدد كبير من المنشآت التي يحتاجها أي بلد لمواجهة هكذا وباء"، لافتاً إلى أن "هناك حرص على ترميم كافة ​المستشفيات الحكومية​ والخاصة في كل المحافظات السورية وإعادة تجهيزها، لكن بفعل العقوبات والحصار هناك معدات طبية تحتاجها سوريا، لذلك نطالب دوماً برفع العقوبات من اجل المواطن السوري".

بالتوازي، شدد علي على أن "العلاقة مع ​الإمارات​ لم تنقطع، حيث بقيت سفارة سوريا في ابوظبي والقنصلية العامة في دبي مفتوحتين بفاعلية وبنشاط"، مشدداً على أن "هذا الاتصال المعلن هو الذي يتوقف عنده الكثيرون والحرارة في التعابير التي عبر عنها الأمير محمد بن زايد، اراها في السياق الذي يجب ان يتسع اكثر لأن من مصلحة كل الدول هي القراءة المسؤولة الواقعية من أجلهم ومن اجل سوريا لأن مصلحتهم ان تعود سوريا الى دورها".

وأوضح أن "الأميركيون يدركون أن الرهان الذي كانوا يراهنون عليه الآن، هم تراجعوا عن نسبة كبيرة منها. ف​أميركا​ ذاتها تفرض الحقائق عليها إعادة النظر، لذلك الأحرى بتلك الدول التي تمتلك المصلحة الأكبر أن تعيد النظر".