أكد عضو كتلة "المستقبل" النائب طارق المرعبي في حديث لـ"النشرة"، أن "لديّ ملاحظات عديدة في الموضوع المصرفي وكيف تدار الأمور بعشوائيّة تامة"، مشيرًا إلى أن "لا ذنب للمواطن اللبناني في كل ما حصل، وطريقة تعاطي الدولة والمصارف مع المودعين غير مقبولة"، معتبرًا أن "على كل فريق سياسي في لبنان أن يتحمل مسؤولياته، واذا كانت الدولة إتخذت قرارها بالتخلف عن تسديد مستحقاتها فعليها تحمل المسؤولية بعيدًا عن مصالح الناس".
وكشف المرعبي أن "هناك أكثر من طريقة للحل، ومنها إدخال القطاع الخاص إلى الدولة مما يخفف المحسوبيات والاستنسابية ويحل مشكلة الإنتاجيّة، ويُؤتي بدخل إلى ميزانية الدولة كما يعالج مشكلة المودعين والإيداعات، كما أنه يمكن التصرف بأصول الدولة اللبنانية عبر رهن الذهب الذي تملكه، لا أن تحل مشاكلها على حساب المواطن اللبناني"، مضيفا : "المثل الشعبي يقول "خلي قرشك الأبيض ليومك الأسود" ولا أعتقد أن هناك يومًا أسود من الذي نعيشه الآن".
ولفت المرعبي إلى أن "الدولة كانت شريكة للقطاع المصرفي طيلة 30 عاما واستدانت منه ووضعت الشروط عليه"، مشيرا إلى أنه "هناك نموذجًا في دولة الموزمبيق حيث استرجعت الناس 90 بالمئة من ودائعها عندما حصلت الأزمة في البلاد، ودفعت الدولة من أصولها وشاركت بها البنوك".
وأشاد المرعبي بموقف رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي وقف في وجه مشروع الكابيتال كونترول، معتبرًا أن "أسهل طريقة للحل اليوم هي الذهاب إلى جيوب ومصالح الناس وتحميلها مسؤولية أمور لا علاقة لها بها"، مشيرًا إلى أن "وضع سياسة مصرفية ومالية تقع على عاتق الدولة ولا يجوز التهرب من تحمل المسؤولية عندما تقع الواقعة"، مضيفًا : "الكل مسؤول ولكن تيار المستقبل على الأقل سعى لإيجاد حلول بعيدا عن التنظير، واعترف بوجود المشكلة وسعى عبر مؤتمر سيدر لتأمين 11 مليار دولار بالتعاون مع الدول الأوروبية، ولكن هناك فريقًا سياسيًا رفض سيدر ونجح في تعطيله دون أن يقدم أي بديل".
وردًا على سؤال حول ملف التعيينات، استغرب المرعبي انشغال البعض بعقلية المحاصصة وتوزيع المكاسب بينما البلد يواجه أكبر أزمة في تاريخه، مؤكدا أن "التفكير اليوم يجب ان ينصبّ حول كيفيّة بناء الوطن والمؤسسات خصوصا أن عقليّة المحاصصة أثبتت فشلها ولا أعلم لماذا يصرّون على السير بهذا الإتجاه.
ولفت المرعبي الى "اننا كنواب لمنطقة عكار وبسبب تقصير الدولة قمنا بمبادرة لجمع التبرّعات، كما قام رئيس تيار المستقبل سعد الحريري بمبادرة كبيرة حيث تبرع بمبلغ كبير لتأمين مركز للحجر الصحي وتجهيز المستشفى الحكومي".
وعن حزمة المساعدات التي تنوي الحكومة تقديمها للعائلات الفقيرة، امل المرعبي ألاّ تذهب إلى المحسوبيات، متمنيا أن يتم وضع منطقتي عكار وبعلبك الهرمل في رأس سلّم الأولويات كونهما المنطقتين الأكثر فقرا وحرمانا في لبنان، مشيرا الى أن "الدستور واتفاق الطائف يتحدّثان عن الإنماء المتوازن وهذا الأمر لا يكون بالكلام وعلى الحكومة أن تلتفت إلى المناطق المحرومة".
