لم تكد تنتهي التحركات التي بدأت ما بعد 17 تشرين الاول والتي عطّلت ​العام الدراسي​ بشكل كبير حتى أتت أزمة "كورونا" لتقضي على ما تبقى منه. فمنذ أسابيع والتلاميذ يقبعون في المنازل دون تاريخ محدّد للعودة الى الدراسة بسبب خطورة الوضع الصحي.

انطلاقاً من هذا الموضوع، وحرصاً على عدم تضييع السنة الدراسية في ظل ضبابية المشهد، أطلقت ​وزارة التربية​ فكرة التدريس عن بعد علّها تعوّض على التلاميذ جزءاً مما قد فاتهم. فما هي هذه التقنية وما هي حسناتها وسلبياتها؟.

"الهدف من تقنية التدريس عن بعد هي التماهي مع التعليمات الطبية والصحية بعدم تعريض حياة الناس للخطر". هذا ما يؤكده مستشار وزير التربية ​ألبير شمعون​، لافتا عبر "النشرة" الى أنها "تتركز على ثلاثة مسارات، الأول هو الدروس التلفزيونيّة والتي يتم تصويرها في الوزارة بالتعاون مع المركز التربوي، وهناك بعض الاساتذة يصورون الدروس في المنازل"، مشيرا الى أن "المدير العام للوزارة ورؤساء المراكز التربوية خضعوا للتدريب لاستخدام تقنية مبسّطة الكترونياً، وكيف يتواصلون اداريا عبرها مع بعضهم، كذلك كيف يتواصل الاساتذة والتلاميذ لاعطاء الحصص الدراسيّة والتي قد تصل مدّة كل واحدة الى الساعتين".

الثاني هو المنصّات الالكترونيّة. هنا يشرح شمعون أن "الدرس الذي نشاهده على شاشة ​تلفزيون لبنان​ هو نفسه نشاهده على الانترنت ودون خسارة ميغابايت"، مضيفا: "أما الثالث فهو الورقي وكل يوم خميس تفتح المدرسة ويستطيع التلاميذ أخذ الدروس ورقيا واعادتها في الأسبوع الّذي يلي"، مؤكدا أن "هذه التقنية هي للمتواجد في المناطق النائية وليس لديهم لا حاسوب أو انترنت أو أي شيء آخر"، مؤكداً أننا "لانستطيع أن نقيّم هذه التقنيّة لأنّنا لا زلنا في بدايتها وعلى اساس ردود الفعل نحسّن بالصورة والمضمون".

بدورها، تصف المدرسة في الصفوف الثانوية ميراي ناضر هذه التقنية "بالمتعبة وتستغرق وقتا أطول بكثير للتحضير إذ يجب ايصال المعلومات الاساسية للتلاميذ بشكل مبسّط"، شارحة أننا "في المدرسة نستعمل تقنية Zoom Meeting وهي تسمح لنا باعطاء الدرس لمدة أربعين دقيقة متواصلة"، مضيفة: "من ايجابيات هذه التقنية أن هناك تفاعلاً بين الجميع والكل يستطيع أن يستمع الى الشرح ويطرح الاسئلة، وما يتبقى هو كيف يعمل التلاميذ في المنزل"، مؤكدة أنه "يصلنا في نهاية كل اسبوع Horaire لكل الصفوف وفي أي ساعة تعطى هذه الحصة وتلك وعلى اساسها نسير، وهناك في بعض الأوقات دروس تعطى عند الساعة الخامسة بعد الظهر مثلا".

أمام هذا المشهد يبقى مصير العام الدراسي في مهب الريح، ولكن البير شمعون نقل عن "وزير التربية ​طارق المجذوب​ الابقاء على ​الامتحانات الرسمية​"، مختصرا الكلام بالقول "عندما نخرج ظافرين من أزمة "​الكورونا​" نقيّم الوضع التربوي ونتخذ القرارات المناسبة".

إذاً، وحتى الساعة رسميا الامتحانات قائمة والدولة تعمل جاهدة للتعويض على التلاميذ بعضا مما فاتهم، ووحدها الايام المقبلة كفيلة بكشف مصير العام الدراسي!.