بدأت منذ فترة أكثر من دولة حول ​العالم​، وفي سياق مواجهتها لوباء "​الكورونا​"، باستخدام ما يُعرف بـ"الفحص السريع"، للمواطنين الراغبين بالخضوع لفحص "الكورونا"، وذلك عن طريق مراكز تمّ استحداثها في هذا السياق لتخفيف الضغط الكبير والهائل على ​المستشفيات​ والمختبرات، وفي ​لبنان​ أعلن ​التيار الوطني الحر​ أنه بصدد التحضير لبدء استعمال هذا النوع من الفحوصات، فما هو، وما هي إيجابياته؟.

كشف رئيس التيار الوطني الحر ​جبران باسيل​ أن التيار كان السبّاق في إحضار الفحوصات الميدانية السريعة التي تساعد في المراقبة والتوجيه وإلقاء ​الضوء​ على تفشّي الفيروس، وخصوصا في المناطق البعيدة ولدى ذوي الظروف الصعبة، وأنه في انتظار موافقة ​وزارة الصحة​ على استخدامها مع التأكيد على الالتزام ببروتوكول الوزارة.

تعتمد دول العالم لتحديد المصابين بفايروس "كورونا" على الفحص المعروف بإسم فحص "PCR"، وهو عبارة عن ماكينة كبيرة تعتمد على الحمض النووي للفايروس "RNA"، وهي تُجري خطوات عديدة بعد إدخال عينة البلغم أو العينة المأخوذة من الانف أو الحلق إليها، وتحتاج لإعطاء النتيجة حوالي 12 ساعة، ولكنيتّجه العالم اليوم نحو الاعتماد على الاختبارات السريعة، وبحسبطبيب الجراحة العامة وأمراض الكبد وفيروسات الكبد محمد حجيج يوجد نوعان من الفحوصات السريعة.

النوع الاول هو عبارة عن فحص تقوم به ماكينة صغيرة الحجم تقوم بتصنيعها شركة "ABOTT"، وستعمل على شحنها الى دول العالم في الاول من نيسان، ويشير حجيج الى أن هذا الفحص يعتمد على نفس المبدأ الذي تعتمد عليه ماكينة الـ"PCR"، أي على الحمض النووي للفايروس ولكنها تسرّع الخطوات وعمليات التحليل بشكل كبير جدا، بحيث تقدّم النتيجة خلال 5 دقائق لمن يحمل الفايروس، وخلال 13 دقيقة لمن لا يحمله، وبالتالي يمكن لها القيام بعشرات الفحوصات يوميا، ما يعني أن الحصول على عدّة ماكينات منها يسمح بإجراء آلاف الفحوصات بشكل يومي، مشيرا الى أنّ منظمة إدارة الغذاء والدواء أعطت موافقتها على اعتماد هذا النوع من الفحوصات.

ويشير حجيج في حديث لـ"النشرة" الى أن الاعتماد على الفحص السريع هذا هو أفضل ما يمكن نظرا لإيجابياته الكبيرة، خصوصا أننا في أحيان كثيرة نكون امام أعداد منخفضة من المصابين لأننا لم نجر الفحوصات اللازمة للجميع، وبالتالي فإن إجراء الاختبارات العديدة يساعد بتحديد حجم الانتشار وسبل المواجهة.

أما النوع الثاني من الفحوصات السريعة فهو بحسب حجيج، ذلك الذي يتم على الطرقات، ويحتاج الى حوالي 15 دقيقة ليعطي نتيجته، ولكن تصل نسبة الدقّة فيه الى 60 بالمئة فقط، مشيرا الى أنّ من بين كل 10 فحوصات هناك 4 قد تكون نتيجتهم غير دقيقة.

ويضيف حجيج: "هذا الفحص إن جاءت نتيجته إيجابيّة فهنا يسقط احتمال الخطأ، ولكن بحال كانت النتيجة سلبيّة فهناك احتمال خطأ يصل الى 40 بالمئة، وهو يشبه الى حد بعيد فحص الحمل، اذ يتم استعمال "خشبة" صغيرة عليها أجسام مضادة "ANTIBODY"، معلّقة بمادة ملوّنة، وهذا الجسم المضاد هو الذي يلتقط الفايروس بعد مسحها بعينة من أنف الشخص الذي يخضع للاختبار، وتكون النتيجة على شكل "خطّ" يظهر على "الخشبة".

إيجابيات هذا الفحص هي إمكانية إجرائه في أي مكان، ولكن سلبياته تبقى بعدم دقته، ما يعني أنه لا يقدم الصورة الحقيقية عن أعداد المصابين وواقع البلد.

اذا، لم يعد الفحص السريع للكورونا مستحيلا، ويجب بأسرع وقت ممكن الحصول على معدّات هذا الفحص، والاعتماد عليها في لبنان.