دخل ​لبنان​ اليوم تحدٍّ جديد على مستوى مواجهة ​فيروس كورونا​، مع بدء إجلاء اللبنانيين الراغبين في العودة من الخارج، عبر 4 رحلات نُظمت من السعوديّة و​الإمارات​ و​أبيدجان​ و​نيجيريا​، بعد أن كانت السلطات الصحّية في البلد قد نجحت في الحدّ من إنتشار الفيروس على مدى الأيام الماضية.

أمام الضغط السّياسي، الذي دفع ​مجلس الوزراء​ إلى الموافقة على تأمين رحلات الإجلاء، هناك الكثير من الأسئلة التي تطرح حول إمكانيّة النجاح في هذه المهمة، وسط علامات إستفهام تطرح حول كلفة بطاقات السفر، مع العلم أن شركة ​طيران الشرق الأوسط​ قدمت حسماً يبلغ 50% بالنسبة إلى الطلاب.

في هذا السّياق، كان من المقرر أن يتمّ إجراء فحوصات "PCR" للراغبين في العودة حيث هم قبل صعودهم إلى الطائرات، الأمر الذي لم توافق عليه الدول الأخرى، بحسب ما تؤكد مصادر معنية لـ"النشرة"، ما أدّى إلى أن تكون هذه الفحوصات في ​مطار بيروت الدولي​، قبل أن يتمّ نقل العائدين إلى فنادق خاصة بإنتظار صدور النتائج.

على هذا الصعيد، الإجراءات المتخذة كانت قد بدأت من مطارات الدول القادمين منها، حيث تم تقسيم المسافرين إلى 4 أقسام: الذين أجروا فحص "PCR"، الذين لم يخضعوا لهذا الفحص، الذين لديهم أمراض مزمنة من دون عوارض كورونا، الذين يمكن أن يعانوا من أيّة عوارض.

الإقامة في الفنادق ستكون موقتة إلى حين صدور نتائج الفحوصات التي أجريت في المطار، والتي على أساسها يمكن أن يذهب إلى ​الحجر المنزلي​ 14 يوماً لمن تكون نتائجه المخبريّة سلبية، أما من تكون نتيجته ايجابية يتم نقله إلى ​مستشفى بيروت الحكومي​ أو إلى مستشفيات أخرى جاهزة لإستقبال هذه الحالات.

وبحسب المصادر المعنيّة، على الرغم من التحدّي الكبير الذي تواجهه ​الحكومة اللبنانية​ في هذا المجال، فإنّ النجاح ممكن في حال الإلتزام بالإجراءات المقرّرة، لا سيّما من أولئك الذين من المقرر أن يغادروا إلى الحجر الصحّي المنزلي، وتشير إلى أنّه على أساس التجربة الأولى يمكن الإستمرار في هذه العمليّة أو إتّخاذ قرارات أخرى، بعد أن يرفع التقرير بها إلى مجلس الوزراء، بناء على عدد الإصابات التي ستظهرها التحاليل.

وتشدد هذه المصادر على أن التقييم الأساسي سيكون بعد ظهر الغد، حيث من المفترض أن تكون نتائج فحوصات القادمين على متن الطائرة من أبيدجان قد ظهرت، وتضيف: "قبل ذلك لا يمكن الحديث عن أيّ شيء حول التجربة الأولى"، وتوضح أنه ليس من المقرر أن يبقى أحد في الفنادق المخصّصة، حيث من المفترض، بعد ظهور النتائج، الذهاب إلى الحجر المنزلي أو إلى المستشفيات، الأمر الذي يدفع إلى السؤال عن مصير الذين ليس لديهم مكاناً مخصّصاً للحجر، هنا تشير إلى أنّ كل الأمور خاضعة للبحث، لا سيّما بالنسبة إلى من يحتاج إلى البقاء في فندق، لناحية البحث عن تأمين التكلفة، نظراً إلى أن كلفة الليلة الأولى هي وحدها المغطّاة من قبل شركة "طيران الشرق الأوسط".

وفي حين، فرّ أحد القادمين على الطائرة الإماراتية من الباص الذي كان ينقله من المطار إلى الفندق قبل أن تتمّ إعادته، تتحدّث مصادر أخرى، عبر "النشرة"، عن بعض التعقيدات اللوجستيّة التي حصلت، والتي من المفترض تفاديها في التجربة الثانية، تتمثّل في تأخر وصول الحقائب وصعود القادمين إلى الغرف، حيث تشير إلى أنّ السبب يعود إلى وصول الباصات في الوقت نفسه تقريباً، بينا هناك بعض الإجراءات التي من المفترض أن تحصل، منها تعقيم الحقائب وتقسيم المغتربين، كعائلات وأفراد.

في هذا الإطار، يؤكّد اللبناني العائد على متن الطائرة السعوديّة رفيق شعراوي، في حديث لـ"النشرة"، أنّ الإجراءات المتّخذة كانت جيّدة، بالرغم من أنّها التجربة الأولى، نظراً إلى أن الطائرة التي كان على متنها هي الأولى التي تصل إلى لبنان، ويشير إلى أن هناك بعض الأمور التي من المفترض العمل على تحسينها، منها الطلب منهم تعبئة الإستثمارة الخاصة بالمعلومات أكثر من مرّة، بالإضافة إلى التنظيم في المطار الذي من الممكن أن يكون أفضل.

وفي حين يلفت شعراوي أنّ كل شيء مؤمّن بالنسبة لهم، من المطار إلى حين الوصول إلى الفندق، يوضح أنّهم لا يعرفون حتى الآن ما هي الخطوة المقبلة، حيث تمّ إبلاغهم أنها ستكون بعد صدور نتائج الفحوصات، لكن هناك من قال لهم أنها ستصدر بعد 6 ساعات ومن قال أنها تحتاج إلى 24 ساعة.

من جانبه، يؤكد اللبناني العائد على الطائرة نفسها شربل قاصوف، في حديث لـ"النشرة"، أنّ الإجراءات جيّدة جداً، منذ لحظة الصعود إلى الطائرة وصولاً إلى الفندق، لكنه يشير إلى أنّ الأولويّة في العودة كانت لمن هم في زيارة وليس لديهم إقامة في السعوديّة، ويلفت إلى وجود حالات إنسانيّة من الضروري النظر في وضعها.

ويوضح قاصوف أنه تمكن من العودة بسبب ظرف إستثنائي لديه، وهو أن زوجته أنجبت مولوداً جديداً وليس هناك من أحد يستطيع البقاء إلى جانبها، ويستبعد تسجيل إصابات على متن الطائرة، نظراً إلى أن الغالبيّة كانت ملتزمة بالحجر المنزلي المفروضة في السعوديّة.