لم يمرّ معلمو ​القطاع الخاص​ في أيّ فترة من حياتهم بما يمرّون به حالياً، البداية كانت منذ سنوات عندما اقرّت ​سلسلة الرتب والرواتب​ للقطاع العام وترك القطاع الخاص دونها... اليوم تفاقمت الأزمة، والخطر لم يصل لا الى السلسلة ولا الى الزيادات، بل الى قبض الراتب بكامله تحت حجّة أن الأهالي لا يدفعون الأقساط ومن أين تأتي المدرسة بالمبالغ لتسديد الرواتب إذا لم يكن هناك من مدخول؟.

"هناك قرار مركزي على ما يبدو من قبل اتحاد المدارس الكاثوليكيّة وبعض المدارس الاخرى ألاّ يتمّ دفع الرواتب للمعلمين". هذا ما تؤكده مصادر مطلعة عبر "النشرة"، لافتة الى أن "​مدرسة القلبين الاقدسين​ مثلا، Lycee national وغيرها أبلغت الاساتذة أنها لن تدفع لهم رواتبهم". أمام هذا الخبر يشير نقيب المعلمين في القطاع الخاص ​رودولف عبود​ الى أن "هذا القرار غير مقبول خصوصا وأن الاساتذة يعملون من منازلهم عبر تقنية التدريس عن بعد"، لافتا في نفس الوقت الى أن "هناك اساتذة سيتوقفون عن التعليم عن بعد جرّاء عدم قبض الراتب"، مضيفا: "اذا اتخذوا هكذا قرار فلن نستطيع الا ان نقف معهم"، متسائلا أيضاً عن "احتياطي المدارس من الأموال لسنوات اين هو"؟.

يضيف عبود في حديث لـ"النشرة": "هناك مدارس قبضت القسط الاول من التلاميذ، ومدارس اخرى استوفت جزءا من القسط الثاني، فهل من المقبول أن يقولوا اليوم انه لا يوجد اموال ليدفعوها"؟، مؤكّدا: "سنتحرك باتجاه ​وزارة التربية​ لتعالج هذا الموضوع، ولكنها منشغلة في هذه الفترة بالتدريس عن بعد وبأزمة "​كورونا​".

أما نائب رئيس اتحاد لجان الاهل جورج يونس فيشدد على اننا "نقف الى جانب الاساتذة، فهم ايضا أهل ويستحقون ان يتقاضوا رواتبهم، ولكن الظرف الذي تمر به البلاد بالغ الدقّة، لذا لا يمكننا ان نطلب من الاهل تسديد الاقساط، من هنا يجب ان يكون هناك تعاون بينهم والاساتذة والمدارس لتمر هذه الازمة بأقل ضرر ممكن".

ويسأل يونس "لماذا لا تلجأ ادارة المدارس الى اخذ قروض بفوائد صفر بالمئة مقسّطة على سنوات بحسب تعميم ​مصرف لبنان​ الذي صدر مؤخراً لتسدد رواتب المعلمين عوضاً عن اتخاذ قرار عدم الدفع في هذا الوقت"، معتبرا أنه "أحد الحلول الجيدة التي تعطي كلّ ذي حقّ حقه ولا تؤذي أحداً".

أما رودولف عبود فيعتبر أن "هناك مشكلة أخرى طرأت وهي أن رواتب بعض الاساتذة موطّنة في ​المصارف​ ولم يستطيعوا سحبها، في المقابل لديهم قروض ليسددوها، والذي يحصل حالياً أن المصرف يسحب القرض فوراً، في حين أنه لا يعطي الاستاذ حتى راتبه المتبقّي، فهل هذا يجوز"؟، هنا يطالب عبود "بايجاد حلّ لهذه المسألة لان الاستاذ لم يعد يجد مالا حتى ليعيل عائلته او ليؤمن قوته اليومي، والحلّ الاساسي يكمن اما بايقاف سحب ​القروض​ تلقائيا أو أن تدفع المدارس بشكل نقدي وليس عبر المصرف".

في المحصّلة طالت الازمة الجسم التعليمي... وما يحصل اليوم يستوجب اعادة النظر بالمبالغ التي تتقاضاها المدارس سنوياً، مع رفع للأقساط والمبالغ الهائلة عن كل طفل يدخل الى المدرسة!.