أشار مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الروسيّة، النائب السابق أمل ابو زيد، في حديث لـ"النشرة"، إلى أن "الرئيس ميشال عون كان واضحًا في كلامه خلال إجتماع مجموعة الدعم الدولية في قصر بعبدا قبل أيام، ومن الطبيعي أن يطلب مساعدة الدول القادرة، خصوصا تلك التي تنضوي ضمن مبادرة دعم ​لبنان​"، لافتًا إلى أن "لبنان يعاني من أزمة إقتصاديّة وماليّة، سبقت أزمة فيروس كورونا المستجدّ، يُضاف إليها المشاكل التي تعاني منها مخيمات اللاجئين الفلسطينيين والتقصير الحاصل من قبل الأونروا، كما أن هناك تخوفًا من وجود إصابات بالفيروس في مخيمات النازحين السوريين وما يمكن أن يؤدّيه ذلك من مشاكل على أكثر من مستوى".

واعتبر أبو زيد أن "الرئيس عون طرح هذه الإشكالية ووضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته، وترك لرئيس الحكومة حسان دياب أن يشرح الخطة الإصلاحية التي يعمل مجلس الوزراء على وضعها"، مشيرًا إلى أن "رئيس الجمهورية أراد إيصال رسالة بأنه اذا كان العالم يعيش أسوأ أزمة منذ الحرب العالمية الثانية بسبب وباء كورونا فإن لبنان يعيش هذه الازمة، مضافاً اليها الازمة الاسوأ إنسانياً وهي أزمة النازحين السوريين"، مؤكدًا أن "تكاتف عون ورئيس الحكومة حسّان دياب والتعهد بوضع برنامج إصلاحي قد يريح ممثلي المجتمع الدولي، ويستدعي منهم الايفاء بتعهداتهم بمساعدة لبنان".

وكشف أبو زيد أنه "قمت بمبادرة من موقعي الشخصي ومن خلال علاقاتي وتواصلت مع الجهات المعنية في ​روسيا​ لتأمين مساعدات للبنان في مواجهة فيروس كورونا"، معتبرًا أن "هذه الخطوة يجب أن تُستتبع بطلب رسمي من الحكومة اللبنانية أو وزارة الصحة لتأمين المساعدات اللازمة"، مضيفًا: "إذا كانت روسيا قد أرسلت طائرات تحمل المساعدات لأميركا وبعض الدول الأوروبية فمن الطبيعي أن تساعد لبنان في هذا المجال خصوصا أن حاجتنا ليست كبيرة، مقارنة بالدول الأخرى".

وأوضح أبو زيد أن "التواصل يمكن أن يتم عبر السفارة الروسية في لبنان، والسفارة اللبنانية في روسيا، وأؤكد أن روسيا يمكنها ان تستجيب سريعا في تأمين فحوص الـPCR والكمامات وغيرها من مساعدات طبية يحدّدها لبنان".

وحول تعميم مصرف لبنان فيما يخص التحويلات للطلاب اللبنانيين في الخارج، أشار أبو زيد إلى أن "حوالي 800 طالب لبناني في روسيا تواصلوا معي عبر ممثلين عنهم، وهم في وضع مزرٍ جدًا ولا يمكن لأهاليهم في لبنان تحويل الأموال لهم"، مؤكدًا أن "على مصرف لبنان أن يُلزم المصارف اللبنانيّة بتحويل الأموال للطلاب سواء الذين لديهم منح من الدولة الروسية، أو الذين يتعلمون على نفقة عائلاتهم في لبنان".

وفي سياق متصل، لفت أبو زيد إلى أن "هناك 543 طالباً في روسيا يرغبون بالعودة إلى بيروت، وقد تم إنشاء صندوق في السفارة اللبنانية لتأمين التبرعات لمساعدة غير القادرين على دفع ثمن تذاكر الطائرة"، معتبرًا أن "إدعاء رئيس مجلس إدارة طيران الشرق الأوسط بأنّ الميدل إيست شركة خاصة يدحضه قرار مجلس شورى الدولة، فالشركة تتمتع بطبيعة المرفق العام وتخضع للقواعد النظاميّة التي تفرضها الادارة العامة، والأزمة اليوم وطنيّة ويجب التعامل معها على هذا الأساس، خصوصا أن معظم الطلاب في الخارج لا يملكون حتى ثمن التذاكر".