غريب أمر ​فيروس كورونا​ كيف ساوى بين جميع الناس، كأن الله اختار سنة 2020 ليضع جميع البشر في مركب واحد وهم مثل بعضهم بعضا. الكل يتملّكهم الخوف والرعب والرعدة امام حشرة غير منظورة هي وباء قاتل اسمه كورونا، لم يعد هناك لا اغنياء ولا فقراء ولا اناس مجهولون مهمشون ولا اناس لهم نجومية اجتماعية الكل في حالة رعب.

كائنات بشرية مزعورة، لا اسود البشرة ولا ابيضها، لا احد يلقي دروسا ومواعظ على الاخر بل هناك كائنات بشرية بأسرها ضائعة، مذعورة، قلقة. انها لحظة تاريخية اراد الله ان نعيشها جميعا هذه الايام بعد ايام كبريائناوعنجهيتنا وغطرستنا وتألهنا لذواتنا وخطايانا في زواج المثليين وسماحنا بالاجهاض،وازالتنا رموز الله عن اوراق مالنا وجدران بيوتنا ومكاتبنا ومدارسنا.

الخطيئة تولد،عقابها لنفسها، انه ​العدل​ الالهي. خطيئتنا ولدت عقابها بنفسها لنفسها حبلنا بالزنى والاثم والخطيئة، فولدنا بالفحش والمرض والوباء والموت، انه الزمن الجميل الذي عرفنا فيه ما اعتقدناه قوتنا وجبروتنا ظهر في معطوبيتنا وبَرَصنا وتخلّينا. انه الزمن الجميل... انه زمن جميل اننا لسنا بوحدتنا في هذا ​العالم​ بل هناك غيرنا ونحن نحتاج اليه.

ظهرنا في عرينا ومعطوبيتنا، توقف سير العالم وفي لحظة واحدة كل شيء تغير، عدنا الى قلقنا وفزعنا وجزعنا وسقط الكذب والرياء والتشاوف والمظاهر، ظهرنا في عرينا وضعفنا وحاجتنا لبعضنا البعض، وظهرت تفاهة ممتلكاتنا ورغباتنا، وان الحب جميل والهدوء نعمة، وعدنا الى الاساسي والجوهري الى ​السلام​ الى الحب الى الغيريّة و​الطيبة​. انها السماء تدعونا للعودة اليها والى ​الحياة​ الحقيقية.

فشلنا في كل شيء، وكل شيء توقف امام هذه الحشرة الصغيرة غير المنظورة بالعين المجردة، العلم يقف مرعوبا والعالم محلولا، المعركة هي معركة العلم والعقل فمن يربح ومن ينتصر؟ الجبار ام مقلاع الحجر الصغير بيد داود؟!.