افاد مراسل "​النشرة​" في صيدا ان المدينة عاشت للمرة الاولى منذ سنوات طويلة يوما غير طبيعي في نهاية عطلة الاسبوع، اذ التزم ابناؤها بحظر التجوال الكامل ضمن الخطة التي أعلنها وزير الداخلية ​محمد فهمي​ في اطار رفع الاجراءات الوقائية لمنع تفشي وباء "​كورونا​" مع التعبئة العامة وحال الطوارىء الصحية وتمديدها الى 26 نيسان الجاري.

قبل نحو ربع قرن من الزمن، عاشن المدينة يوما مشابها، حين نصح الاطباء المواطنين ملازمة منازلهم مع كسوف ​الشمس​ والخشية من فقدان البصر او تضرر شبكة العين، فالتزم أبناء المدينة منازلهم وخلت الشوارع من المارة، اليوم يتكرر المشهد، لكن النصيحة تحولت الى الزام، والاحتياط الى خوف من المرض، خلت الشوارع من المارة، باستثناء الطواقم الطبية والصحية والاعلامية وسائقي تاكسي الاجرة الذين كانوا يبحثون عبثا عن زبون لتأمين قوت اليوم.

ووصف رئيس بلدية صيدا ​محمد السعودي​ عبر "النشرة"، الالتزام بأنه "تام" و"ممتاز"، مضيفا "يجب ان نبقى على هذا الحذر، فالازمة الصحية غير المسبوقة والمخاوف من انتشار الفيروس ما زالت قائمة، والمرحلة خطرة، تحتاج الى المزيد من الصبر والتقيد بالتعليمات والحجر المنزلي"، قبل ان يستدرك "اعلم ان الاوضاع الاقتصادية والمعيشية صعبة، ونحن في ​البلدية​ سنقوم بما يتوجب علينا لدعم العائلات في مواجهة التداعيات السلبية للفيروس، وعازمون على استمرار توزيع المساعدات عبر القسائم الشرائية وسيبلغ عدد ان شاء الله نحو 30 الف قسيمة تباعا، بقيمة نحو 3 مليار ليرة لبنانية.

وفي جولة ميدانية لمراسل "النشرة"، بدا الهدوء يخيم على الشوارع وحتى الاحياء الشعبية في المدينة على غير العادة، وسط اقفال تام، لم تعد ترى حركة سير كثيفة او ازدحام او حتى تسمع "زمامير السيارات"، كأن دورة ​الحياة​ توقفت مؤقتا، فيما كان اللافت ان شارع ​رياض الصلح​ الرئيسي حيث ​ساحة النجمة​ و​المصارف​ و​محلات​ الصيرفة وصولا الى السوق التجاري، خال من اي ازدحام او مارة.

وفيما اقفلت الكنائس ابوابها واقتصرت القداديس ب​الفصح​ على راعي الابرشية والكهنة فيها، كثف ​الجيش اللبناني​ و​قوى الامن الداخلي​ و​الاجهزة الامنية​ الاخرى من دويارتهم لمواكبة الحظر ولم يتم تحرير محاضر تذكر نتيجة الالتزام، وبدا الكورنيش البحري ومدخل صيدا الشمالي والجنوبي هادئين الا من قلة من السيارات العابرة جنوبا او نحو ​بيروت​.