أشار البطريرك الماروني مار بشاره بطرس ​الراعي​ في عظة إثنين ​الفصح​، إلى أنه "كان التَّقليد التاريخيّ أن البطريرك والأسرة البطريركيَّة بأساقفتها وكهنتها وراهباتها والعاملين فيها، يقدِّمون ذبيحة القدَّاس الإلهيّ على نيَّة ​فرنسا​ بحضور سفيرها في ​لبنان​ والطاقم الديبلوماسي في ​السفارة​، لكنّ قرار التعبئة العامة والحجر المنزليّ، بسبب تفشِّي ​فيروس كورونا​، حالَ دونَ إمكانيَّة حضور السفير الفرنسي ومعاونيه إلى الكرسي البطريركيّ للمشاركة، فأبقينا الاحتفال بهذه الليتورجيَّا الإلهيَّة على نيَّة فرنسا كما اتَّفقنا مع سعادة السَّفير، وقد كتبَ لنا في هذا الشَّأن رسالة المعايدة".

ولفت الراعي الى "اننا نصلّي على نيَّة فرنسا، رئيسها ​ايمانويل ماكرون​ والشعب الفرنسيّ، ونرجو من سعادة السَّفير ​برونو فوشيه​ أن ينقل إليهم تهانينا وتمنِّياتنا بالعيد. كما نعرب عن هذه التهاني والتمنيات له ولمعاونيه في السفارة الفرنسية في ​بيروت​"، شاكرا "باسم كنيستنا المارونية والكرسي البطريركي وباسمي الشخصيّ، مع الشَّعب اللبناني والمسؤولين، لما قدَّمته فرنسا للبنان في مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية ولاسيما في المجال الطبي المرتبط بفيروس كورونا. فمنذ التاسع من آذار، وهو بداية ظهور وباء كورونا المعروف قدَّمت فرنسا هبات لحماية الجهاز الصحي العامل دونما انقطاع في ​المستشفيات​ اللبنانية من أجل معالجة المصابين، وتجنّب ​حالات​ جديدة، كما قدَّمت كمّية كبيرة من ​الأدوية​ وفقًا لما تقدّره منظّمة الصحة العالمية لمعالجة ما بين 45 و50 الف شخصًا، وسبعة عشر الفًا منهم يدخلون ال​مستشفى​"، مضيفا :"بما أن قطاع ​الصحة العامة​ هو من اولويات التعاون مع لبنان، قررت الوكالة الفرنسية للانماء تخصيص قسم من برامجها الانمائية لحالات الطوارئ المرتبطة بوباء كورونا، ولا سيما في اطار المشروع الذي تتّبعه اللّجنة الدوليّة للصّليب الأحمر لصالح مستشفى ​رفيق الحريري​ في بيروت.كما ان ثمّة ​مساعدات​ فرنسيَّة اخرى قيد التحضير، وتواصل فرنسا دعم ​اللاجئين​ الى لبنان عبر منظمة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين(UNRWA) والوكالة الدولية العليا فيما يختصّ بمعالجة المصابين بوباء كورونا. ومعلوم ان فرنسا من جهتها تعاني من تفشي فيروس كورونا على ارضها لكنها تعتبر ان بالتعاون الدولي يُمكن الحدّ من انتشار هذا الوباء".