أكد المفوض العام لوكالة ​الأمم المتحدة​ لإغاثة وتشغيل ​اللاجئين الفلسطينيين​ في الشرق الأدنى "​الأونروا​" ​فيليب لازاريني​، في حديث لصحيفة "الشرق الأوسط" أنه "في ظل جائحة ​كورونا​ فإن المنظمة لا تزال توفر جميع الخدمات التي كانت توفرها في الظروف العادية. مراكزنا الصحية لا تزال تعمل، لكننا طلبنا من الناس عدم القدوم والاتصال ب​الهاتف​ لتلقي الإرشادات الصحية. وفي الحالات التي تتطلب أدوية، نقوم بتوصيلها للمنازل. ذلك ينطبق أيضا على دعم المواد الغذائية، كانت قبل كورونا من خلال مراكز معينة، لكن الآن يتم توصيل المستلزمات للمنازل مباشرة"، مبينا أنه "في مجال التعليم، قامت المنظمة باستمرار التدريس بسرعة فائقة للتعليم عن بعد. لكن ذلك يضع أمام المنظمة تحديات جديدة مثل الحاجة للأجهزة التقنية، لكنها تحاول توفير التعليم لجميع ​الطلاب​. تقوم المنظمة بتطهير وتعقيم ​المخيمات​. ويتم التعامل مع الحالات المحتملة بدقة باتباع ​سياسة​ الدول التي تعمل الأونروا فيها. ففي ​بيروت​ قمنا بتحويل مركز للأونروا إلى مقر للحجر الصحي للاجئين فلسطينيين أصيبوا بالفيروس سوف يتم افتتاحه قريبا. المنظمة أثبتت مرونة في التعامل مع الوباء والإبقاء على توفير الخدمات للاجئين الفلسطينيين".

وعن الدعوات الموجهة ل​إسرائيل​ لأن تكون أكثر تعاونا مع المنظمة خلال ​الأزمة​، شدد لازاريني على أن "كورونا لا يعرف الحدود. وهنالك حاجة ملحة للتنسيق والتعاون. هنالك تعاون قائم بالفعل خصوصا في ​قطاع غزة​ المكتظ، ما يقلقنا أن يتفشى الوباء في مخيمات اللجوء. لم نعد نفرق في غزة في توزيع المساعدات والدعم الطبي بين لاجئ ومواطن، بل نوفر خدماتنا لجميع السكان. يتم اتخاذ إجراءات صارمة في عزل الإصابات في غزة حاليا لاحتواء الوباء".

وحول خطة المنظمة لزيادة الدعم في مخيمات اللجوء الفلسطينية بكل من ​لبنان​ و​سوريا​ خلال الجائحة، أكد أنه "يجب وضع كل آلية استجابة للوباء في سياقها. لبنان بالفعل يمر بأزمة اقتصادية تؤثر على جميع السكان، عدد الذين يعيشون تحت خط ​الفقر​ يتزايد بوتيرة سريعة، وذلك يؤثر على اللاجئين الفلسطينيين بالطبع خصوصا في ظل "كوفيد - 19"، القشة التي قصمت ظهر البعير. المنظمة استطاعت إلى الآن الحفاظ على الأنشطة التي توفر شبكة ضمان اجتماعي، لكننا نخطط إطلاق نداء استغاثة للبنان تشمن اللاجئين الفلسطينيين لتغطية حاجاتهم الاقتصادية الأساسية. الوضع مماثل في سوريا أيضا المتأثرة بعقد من الحرب"، مشيرا الى أن "الفيروس ضاعف من معاناة السكان هناك، ونحن نعمل عكس اتجاه عقارب ​الساعة​ لتعبئة المزيد من المصادر للاستجابة إلى حاجات اللاجئين".

وجزم لازاريني أنه "ليس لدينا أي مخاوف من أن تقوم بعد الدول المستضيفة باستغلال أزمة "كوفيد - 19" لعزل اللاجئين الفلسطينيين عن المجتمع المحلي، في الوقت الراهن"، مشيرا الى أنه "حتى هذه اللحظة يتم التعامل بإجراءات ​القضاء​ على الفيروس في المخيمات، مثل خارجها".

ولفت الى أن "الدول المستضيفة تبدي دعمها المتجدد للمنظمة وتتوقع منها أن تلبي مسؤولياتها وفق مهمتها الواضحة. معظم الدول المستضيفة ترى أن المنظمة تلعب دورا أيضا في الاستقرار الاجتماعي"، كاشفا أن "وضع المنظمة المالي مقلق بالتأكيد، وإن أردنا تطوير رؤية موحدة للأونروا، فلن يكون منطقي أن نعاني كل شهر من شح التمويل ونعيش قلق عدم القدرة على توفير الخدمات للاجئين جراء تردي الأوضاع المالية. كان عام 2019 بالتحديد صعبا جدا على المنظمة، وباشرنا العمل في عام 2020 بميزانية ضئيلة جدا، كما فاقم وباء "كورونا" التحديات. سيكون تركيزي الآن على التواصل مع المانحين ومع ​الدول العربية​ والدول الأوروبية في محاولة زيادة الدعم والعمل على تطوير رؤية طويلة الأمد للمنظمة. قمنا بتطوير بنود مهمتنا بالتعاون مع الجمعية العامة في تشرين الثاني المنصرم، ونحن بحاجة للتمويل لتلبية البنود المعدلة".