اعتبر النائب ​شامل روكز​ ان "التجاذب السياسي وصل الى أعلى السقوف، خلال ​الجلسة التشريعية​ التي عُقدت على مدى اليومين الأخيرين، بين ما يسمى الموالاة والمعارضة الجديدتين أكان على البنود الاقتصادية او الاجتماعية او تلك المتعلّقة بمواجهة الفقر".

واشار روكز في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" الى انه "رغم كل التدهور الذي حصل في الأشهر الأخيرة، المنظومة القائمة في البلد لا تزال تعمل بنفس الطريقة والتفكير وكأننا في حال من البحبوحة وكل شيء فيه على ما يرام".

واذ نوه بالقوانين التي أقرّت والتي من الممكن ان تؤدي الى نتيجة ايجابية، لفت إلى أنه "في المقابل حصلت مناكفات حول بعض البنود كان يفترض ان تقرّ كمحاكمة الوزراء ومنع بيع اليوروبوندز الى الأجانب، معتبرا ان كل شيء يمرّ حسب المصالح"، مضيفاً: "في هذا الإطار ايضا سقط مشروع من ​الحكومة​ لدعم ​الصناعة​ و​الزراعة​ والطبقات الفقيرة"، مشيرا الى ان "النصاب طار" ايضا لأسباب سياسية.

عن التجاذب بين رئيسي المجلس ​نبيه بري​ والحكومة ​حسان دياب​ الذي قال: "الهجوم السياسي على الحكومة متوقّع لكن أتمنى أن لا يؤثّر على الأمن الاجتماعي"، أدرجه روكز في خانة الشكل فقط، اذ هناك مصلحة عامة والمشاريع الاقتصادية التي قدّمتها الحكومة ولا بدّ من السير بها خلال فترة قريبة.

وعن اداء الحكومة، ذكر روكز بأنه لم يمنحها الثقة، ولكن للإنصاف هي تعمل على الرغم من أنها تتلقى الضربات من المعارضة والموالاة اي الأطراف المشاركة فيها.

كما ردّ روكز التردّد الموجود لدى الحكومة الى عدم خبرة الوزراء في الفزلكات السياسية، وفي الوقت عينه ليس لديهم "ظهر" وفق الطريقة اللبنانية، مشيرا الى ان حملا ثقيلا رُمِي على هذه الحكومة نتيجة الأوضاع المالية والاقتصادية والمعيشية المتأزمة، وهي ورثت كل هذا الواقع من الأطراف التي "تُناكف" بها اليوم ويسألونها عن خطّتها، قائلا: "حتى الذين يشاركون في هذه الحكومة لا يساعدونها".

وشدّد روكز على أهمية الإسراع في إقرار خطة اقتصادية حاسمة، قائلا: "لكن يبدو ان الحكومة تعمل بالمفرّق، حيث تجمع قانونا من هنا وآخر من هناك، في حين نحن نحتاج الى رؤية اقتصادية واضحة وصريحة وحاسمة، تُظهر الطرح الحقيقي للحكومة".

وسأل روكز: "مَن المسؤول عن التعاميم التي تصدر تباعا عن ​مصرف لبنان​، في وقت يرتفع فيه ​الدولار​ بشكل يومي و​الليرة اللبنانية​ تتدهور والناس تفقر أكثر فأكثر"، قائلا: "وكأن مصرف لبنان يخبئ الدولارات كي يدفع الناس الثمن، ومضيفا: يتحدّثون عن رفض "الهيركات" لكنه حصل وبمعّدلات كبيرة جدا".

وردا على سؤال، دعا روكز رئيس الحكومة والوزراء الى "ان يطحشوا حتى الآخر" لوضع الخطة الاصلاحية والبدء بتنفيذها، مشددا على انه ليس لدينا ترف الوقت والانتظار.

واذ اشار الى أن فيروس "كورونا" يغطي على كل ما سواه لكن في النتيجة الناس موجوعة وستنزل الى الشارع لتطالب بحياتها، لفت روكز الى ما يعاني منه اللبنانيين من "بهدلة وشرحطة": بعضهم صُرف من عمله، والبعض الآخر يتقاضى نصف راتب بالعملة اللبنانية الذي اصبح وفق سعر الصرف اليوم أقل من ربع راتب.

وكرّر روكز دعوته للحكومة الى انجاز خطتها والسير بها، فإذا نجحت تُكمل، اما اذا لم تنجح هل يمكن ان تستمر.