علّق عضو "هيئة تنسيق ​الثورة​" عن العسكريين المتقاعدين، العميد المتقاعد ​جورج نادر​، على آخر المستجدات، فرأى أن "المؤشّرات التي ظهرت أمس توضح الحلف الجديد الذي بدأ بين بعض القوى السياسية والحزبية، وتحديداً بين رئيس ​مجلس النواب​ نبيه بري، ورئيس ​الحكومة​ السابق سعد الحريري، ورئيس الحزب "التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط، لإسقاط الحكومة وتسلُّق الثورة والإنقضاض عليها".

وأشار في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" الى أن "الثورة حَذِرَة جدّاً الآن. فإذا كان يريد البعض الإقتصاص من رئيس الحكومة ​حسان دياب​، فهذا شأنهم وشأنه، وهذا لا يعنينا. وسنعمل على عدَم السّماح بتسلّق بعض القوى لجدران الثورة".

وقال: "يبدو أن دياب لا ينفّذ ما يريده بري بالكامل، وليس طيّعاً له مثل الحريري. ومن مصلحة رئيس المجلس إعادة الحريري الى السلطة، لا سيّما أنه منذ عام 1992، لم تختلف مصالح بري عن تلك التي تعود الى الحريرية السياسية. ولكن رغم ذلك، نحن نذكر أن دياب أتى بمظلّة سلطوية أيضاً، ودون مراعاة لنبض الثورة، وهو ما يجعلنا نحْذَر من الجميع، لعَدَم تمكينهم من استغلال وجع الناس لتحقيق غاياتهم السياسية".

وشدّد نادر على أن "الهدف الأساسي من خلط الأوراق السياسية هو إعادة المنظومة نفسها التي كانت موجودة قبل اندلاع انتفاضة 17 تشرين الأول، من جديد، وبالكامل، بحجّة أنه من خلال العلاقات الدولية التي يتمتّع بها بعضهم، فإنه يُمكنهم استجلاب الأموال الى لبنان، وتسهيل التعاطي مع صندوق النّقد الدولي، ولكن هذا كلّه كذب، انطلاقاً من أن لا أحد في الخارج متفرّغ للإهتمام بغير أوضاعه الداخلية في شكل أساسي، بعد اليوم".

وأكد أن "الحلّ يكمُن بالإتّكال على الذات في الداخل، ولا يمكن أن تقوم الدولة من العجز إلا باسترداد المال المنهوب. وهذه الخطوة لن تتحقّق إلا بالقوة كما يبدو، إذ لا أحد يعترف بما أخذه، أو يقبل بالعمل على ردّه. ومن هنا، لا حلّ إلا بحكومة ثورة تستردّ المال المنهوب بالقوّة، لأن غير ذلك يبدو حتى الساعة مجرّد مضيعة للوقت".

وأشار إلى أنهم "يستغلون فقر الناس، ولكنّ الشعب لن ينغشّ. فما بعد أزمة "​كورونا​" خطير جداً أكثر من السابق، لأن الجوع يهدّد بزيادة السرقات كثيراً. والإنفجار الإجتماعي الذي بدأت ملامحه تظهر، تحاول الأحلاف الجديدة استغلاله، فيما نحن نريد توجيهه الى الإتجاه الصحيح، وعدم إسقاطه في فخّ ال​سياسة​ القاتل".

وأضاف: "نُدرك علاقة بعض الأطراف الداخلية مع الأميركيين من جهة، وعلاقة البعض الآخر مع "​حزب الله​" و​إيران​ من جهة أخرى. ولا نريد سيطرة ​واشنطن​ على أمننا الوطني بحجّة مواجهة "حزب الله"، تماماً مثلما نرفض سيطرة "الحزب" وسلاحه على قرار ​الدولة اللبنانية​. ولن نسمح بممارسة التوازنات الإقليمية والدولية على حساب وجع الناس".