أشار عضو تكتل ​الجمهورية القوية​ النائب ​عماد واكيم​ الى أنه "يتمّ الهروب من النّقاط الأساسية والحسّاسة في مقاربة ملف تعاطي ​لبنان​ مع صندوق النّقد الدولي، وذلك رغم أن ملف التوظيف الفائض في الدولة مثلاً، والذي تمّ خلافاً للقانون، يشكّل مؤشّراً على العمل الجدّي مع ​المجتمع الدولي​، ومع IMF، وليس فقط ملفات ضبط عمليات التهريب وغيرها".

ولفت في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" الى أن "صندوق النّقد الدولي هو مثل مصرف يتعامل مع ​الدولة اللبنانية​، وليس جمعيّة خيريّة. وهذا يعني أنه سيطلب ضمانات كثيرة تؤمّن له ما يريده، كما تضمن له الخطة التي ستعمل بموجبها الدولة اللبنانية لإعادة الأموال التي سيضخّها في لبنان إليه مستقبلاً، أي بعدما نكون استفدنا منها. ومن هذا الباب، يأتي تشديد القيّمين على الصندوق، على ملف الإصلاحات في لبنان".

ورأى أن ​حزب الله​ والحكومة "يهربان على قدر استطاعتهما من نقاط حسّاسة كثيرة. فضلاً عن أن أسباب سياسية تدفع كثيرين أيضاً الى غضّ النّظر عن ارتكابات حصلت في الماضي مثل التوظيف العشوائي، وذلك بسبب التحالفات السياسية بين بعض القوى، والتي تجعل هذا الفريق أو ذاك يغطّي على حليفه أو شريكه في السلطة، على طريقة أن من يهرّب عبر المعابر مثلاً يحتاج الى من يسكت عنه، فيصمت هو بدوره على من وظّف عشوائياً، أو على من قام بارتكابات في ملف ​الكهرباء​".

وشدّد واكيم على أن "هروب حزب الله من ​صندوق النقد الدولي​ يتمّ بستار التلطّي بالأبعاد السيادية، وهذه محاولة لتفادي ما سيُطالِب به ليضمن دقّة العمل. أما الملاحظات التي يقدّمها البعض حول أن بلداناً أخرى لم تتحسّن أوضاعها، رغم اتّباعها برامج مع IMF في الماضي، فهذه أيضاً يدحضها واقع أن فشَل تلك البلدان في العمل مع "الصندوق"، حصل لأنها استمرّت بفسادها"، معتبراً أنه "يتوجّب وقف الفساد إذا أردنا أن نبني وطناً. فاستنزاف مالية الدولة عبر التهريب لم يَعُد ممكناً، وما عادت الدولة تتحمّله أصلاً. فضلاً عن أن ملف الكهرباء يحتاج الى فَهْم دقيق، والى وعي لارتداداته السلبية على البلد والناس، إذا لم تتمّ مقاربته بشفافية".

واعتبر أن "المفاوضات مع القيّمين على IMF ليست نزهة، وهي تحتاج الى وقت قد يصل الى ثمانية أشهر، وربما أكثر، إذا لم يتمّ الإتّفاق على أمور أساسية. وقد لا يوافق القيّمون عليه على اتّباع برنامج مع لبنان، إذا لم يلمسوا جديّة في نقاط محدّدة باتت معروفة من قِبَل الجميع، فبعض شروطه قد نرفضها لأنها قد لا تناسبنا. ولكن كلمتنا تُصبح أقوى في هذا الإطار".