أشار وزير المهجرين السابق ​غسان عطالله​، في حديث لـ"النشرة"، إلى أنه "لأول مرة نكون أمام خطة إقتصاديّة ماليّة ترسم خارطة طريق واضحة للبلد خلال السنوات الخمس المقبلة، ويمكن ل​مجلس النواب​ أن يحاسب الحكومة عليها"، لافتًا إلى أنه "خلال العقود الثلاث الماضية كانت الخطط والبرامج تتغير مع تغير الشخصيات".

وشدّد عطالله على أن "​التيار الوطني الحر​ ومنذ دخوله إلى السلطة عمل على وضع خطط في كل الوزارات التي إستلمها، والأمر الجيد اليوم هو أنه بات هناك آلية لمحاسبة مجلس الوزراء على الخطة التي وضعها، بعكس ما كان يحصل في الماضي".

ورأى عطالله أن "اللقاء الذي عُقد في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ وحضور رئيس الحكومة ​حسان دياب​، ووزيري المال ​غازي وزني​ والاقتصاد راوول نعمه، هو لقاء إيجابي في إطار دعم الحكومة من جهة، ووضع الملاحظات على الخطة ​الإقتصاد​ية من قبل جميع رؤساء الكتل من جهة أخرى، كما أن الخطة ستسلك مسارها الطبيعي في مجلس النواب و​لجنة المال والموازنة​".

وعن مقاطعة بعض رؤساء الكتل للقاء بعبدا، اعتبر وزير المهجرين السابق، أن "أنها مفهومة، لوجود منهجين حاليا، ونحن اليوم أمام نظام عمل جديد ومن الطبيعي أن يقاطعه أصحاب نظام العمل السابق الذي أثبت فشله وأوصلنا إلى هذه المرحلة"، متابعًا: "أما عن مقاطعة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية للقاء رغم أن وزراءه في الحكومة شاركوا في إقرار الخطة، فهذا الأمر بحاجة إلى تحليل نفسي".

وأكد عطالله أن "الخطة الإقتصادية رغم كل الإيجابيات التي تتضمنها لكنها تبقى غير مُنزلة وقابلة للنقاش والتعديل، ولهذا السبب عُقد اللقاء وليتفضل الجميع ويتحملوا مسؤولياتهم في هذا الإطار"، معتبرًا ان "الفرق كبير بين اللجوء إلى ​صندوق النقد الدولي​ من دون وجود خطة واضحة وطلب المساعدة منه، وبين الذهاب إليه مع برنامج عمل واضح، وهذا يجعل شروطه ضمن الحدود التي رسمتها الحكومة في خطتها".

ولفت عطالله إلى أن "ما وصل إليه لبنان اليوم هو نتيجة السياسات الفاشلة، والخيارات أمامنا ضيّقة جدًا، في ظلّ الأزمة الإقتصاديّة التي نعيشها، مع غياب الإقتصاد المنتج الذي يحتاج إلى وقت لبناء أساساته، فنحن بحاجة إلى دعم، مع التأكيد بأنّ الديون السابقة كانت تذهب بطريقة خاطئة، بينما الحكومة الحالية تلحظ في خطّتها دعم الصناعة والزراعة".

ورأى عطالله أن "على الحكومة الاسراع في عملها وتقوم بجهد أكبر لحل المشاكل العالقة، خصوصا أننا لا نملك ترف الوقت، فعلى سبيل المثال يجب الكشف بسرعة عن الأشخاص الذين هرّبوا الأموال إلى الخارج، ويجب العمل على استرداد ​الأموال المنهوبة​، وهذا يساعد في معالجة الأزمة خصوصا أن معظم الدول غير مستعدة لتقديم الدعم للبنان لأسباب مختلفة".

وردًا على سؤال حول العلاقة بين التيار الوطني الحر و​الحزب التقدمي الإشتراكي​، أكد عطالله أن "اللقاء بين الرئيس ميشال عون والنائب السابق وليد جنبلاط قبل أيام كان إيجابيًّا، ويجب تنظيم الخلاف خصوصا أنّ التيّار لم يكن يوما في موقع الفعل، بل دائما كنا في موقع ردّة الفعل بعد التهجّم على رئيس الجمهورية"، لافتا إلى أنه "عندما تسلمت ​وزارة المهجرين​ قمت بخمس زيارات لدارة جنبلاط وأقمنا قداس التوبة والرحمة، وهذا دليل على إنفتاحنا على الجميع، ونحن حتى اليوم نمد يدنا للجميع في الجبل، ولكن التعاطي مع التيار الوطني الحر في الجبل يجب أن يتغير".