لفتت مصادر اطّلعت على أجواء لقاء رؤساء الحكومات السابقين في "​بيت الوسط​" يوم أمس، لصحيفة "الجمهورية"، إلى أنّهم "أجروا جولة أفق في التطوّرات المحليّة والإقليميّة وارتداداتها على ​لبنان​، وتوقّفوا عند الظروف الّتي رافقت الدعوة إلى لقاء ​بعبدا​ النيابي وما انتهى إليه".

وأوضحت أنّ "بعد قراءة متأنّية للخطّة الإقتصاديّة في اللقاء الّذي استمرّ ساعة، انتهى المجتمعون إلى اعتبار أنّ "قرارهم بالإجماع بمقاطعة اللقاء الوطني المالي في بعبدا كان صائبًا وفي مكانه وشكله ومضمونه وتوقيته. فالمرحلة لا تتحمّل اللقاءات الّتي لا يمكن أن تُفضي إلى أي نتيجة عامّة تخدم مصلحة لبنان، وتؤدّي إلى إعادة ترميم علاقاته الّتي ساءت إلى الحدود الدنيا مع العالمَين العربي والغربي، وخصوصًا مع الدول والمؤسّسات المانحة الّتي سيكون لها موقف متشدّد هذه المرّة مع الحكومة وخطّتها، الّتي لا تلبّي معظم الشروط المطلوبة".

وأشارت المصادر إلى أنّ "في جانب آخر من اللقاء، توقّف المجتمعون أمام سَيل الانتقادات الّتي جاءت من اهل البيت الحكومي، ولفتوا إلى أنّها زادت من ضعف ووهن الخطّة الحكوميّة الّتي لا ترقى أصلًا إلى مستوى اعتبارها خطّة اقتصاديّة شاملة. واعتبروا أنّ بعض ما جاء فيها من خطط وأوراق سابقة لم يعد صالحًا اليوم". وبيّنت أنّ "كذلك، اعتبروا أنّ الحكم والحكومة فشلا في استدراج دعم لبناني أوسع من فريق أهل الحكم، فبقيت الخطّة من خلال ما لحق بلقاء بعبدا مجرّد ورقة التقى واضعوها ورُعاتهم على الاطلاع عليها".

وعن القضايا الأُخرى الّتي تناولها المجتمعون، وعن سبب عدم صدور أي بيان عن لقائهم كما جرت العادة، شرح أحد المشاركين في اللقاء، لـ"الجمهورية"، أنّ "ما قاله رئيس الحكومة السابق ​سعد الحريري​ في دَردشته مع الإعلاميّين بعد اللقاء، عَبّر أصدق تعبير عمّا توافقوا عليه جملة وتفصيلًا"، كاشفًا عن "اتّخاذهم قرارًا بتنسيق دائم لمواقفهم، وأنّ مثل هذا اللقاء يمكن أن ينعقد في أي وقت وعند أي استحقاق مهم بهدف التشاور في ما بينهم".