أشارت مصادر ​قصر بعبدا​ لصحيفة "الجمهورية، إلى أنّ "رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ أصرّ على أن تكون الدعوة شخصيّة الى الإجتماع الوطني المالي في ​القصر الجمهوري​ في بعبدا الأربعاء الماضي، الّذي خُصِّص لعرض خطّة ​الحكومة​ الماليّة - الإقتصاديّة وإبداء ملاحظات الأفرقاء عليها، لأنّ موضوع اللقاء مهمٌ وخطيرٌ ويتعلّق بمستقبل ​لبنان​ ويتطلّب معالجة على مستوى القيادات، وهذا الأمر لا يعني انتقاصًا من قيمة الآخرين".

ولفت قريبون من الرئيس عون، إلى أنّ "منطق مقاطعة اجتماع دعا إليه رئيس الجمهورية، للبحث في مستقبل لبنان، ليس وطنيًّا". وركّزت مصادر بعبدا، على أنّ "الرئيس عون لم يدعُهم إلى "حفلة كوكتيل" بل للنقاش في قضيّة وطنيّة خطيرة، لدرجة أنّ البلد يحترق إقتصاديًّا وماليًّا، والإنهيار يقرع الأبواب، وكان من المُفترَض بهم أن يتحمّلوا مسؤوليّاتهم، فمشاركتهم لا تعني أنّهم أصبحوا موالاة أو أنّهم يؤيّدون خطّة الحكومة".

وأوضحت أنّ "الرئيس عون لم يلغِ الاجتماع لأنّه يحترم الّذين دعاهم، وهم رؤساء ​الكتل النيابية​ ولهم وزنهم الوطني والسياسي"، مؤكّدةً أنّه "لا يُمكن إلغاء أو تأجيل اجتماع بهذه الأهميّة بسبب مقاطعة البعض، فضلًا عن أنّ هذا الإلغاء يعني أنّ الرئيس أعطى حقّ "الفيتو" لجهة سياسيّة وحرم الّذين أبدوا استعدادهم للحضور من عرض ملاحظاتهم". وذكرت أنّ "​تيار المستقبل​" فقط قاطع الإجتماع، فيما بقية الأفرقاء تغيّبوا بسبب رفض القصر القبول بحضور ممثّلين عنهم، وهناك فارق بين المقاطعة والغياب".

وعن جدوى الإجتماع، بيّنت مصادر مواكبة للإجتماع أنّ "ملاحظات الحاضرين جميعًا ستكون موضع درس، وهي مهّدت للنقاش في ​مجلس النواب​. إذ إنّ رؤساء الكتل سيعطون توجيهاتهم إلى النواب في هذا الإطار، وذلك بعد إطلاعهم على تفاصيل الخطّة"، مشيرةً إلى "أهميّة المصارحة الكاملة والواضحة الّتي جرت خلال لقاء بعبدا، وإلى أنّ عرض وزير المال ​غازي وزني​ كان شاملًا ولم يخفِ شيئًا، إن في موضوع ​الدولار​ أو الموجودات أو غيرها".

وعلى مستوى الحضور، أفادت بأنّ "لقاء بعبدا لم يشهد، على غرار لقاءات حوار وطنيّة أُخرى، حوارات أو مناقشات "غرام وانتقام"، بل إنّ المشاركين مارسوا الواقعيّة". ورأت أنّ "مجرّد حصول اللقاء يعني أنّ هؤلاء الأفرقاء يتحمّلون مسؤوليّاتهم، وحين يستدعي الواجب أو الوضع الوطني، يحيّدون خلافاتهم وآراءهم ويجلسون إلى طاولة واحدة"، لافتةً إلى "رئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" ​وليد جنبلاط​ أبلغ عون بأنّه سيتغيّب عن الإجتماع لأسباب صحيّة، وتجاوب الرئيس مع مطلبه بإرسال ملاحظاته الّتي تقع في 33 صفحة، وضُّمّت إلى محضر اللقاء، وأخذ بها الفريق الإستشاري والخبراء الّذين يعملون على الموضوع، وسيكون هناك إيضاحات حولها".

من جهتها، كشفت مصادر بعبدا أنّ "رئيس "حزب القوات اللبنانية" ​سمير جعجع​ تحدّث إلى ما يقارب ساعة من الوقت، وأصغَى الرئيس عون إليه بلا أيّ مقاطعة"، مشدّدةً على أنّ "جعجع مارس مسؤوليّاته الوطنيّة الّتي ينصّ عليها ​الدستور​، وعبّر عن معارضته عن منبر القصر وكرّر ما قاله في الإجتماع، وأنّ الملاحظات الّتي قدّمها، ستُدرَس وقد يؤخذ بقسم منها". كما ذكرت أنّ "سبب عدم عقد خلوة بين عون وجعجع، مردّه أنّ الأخير لم يطلب عقد هذا اللقاء".