اعتبر مصدر في حديث مع "الشرق الأوسط"أن هناك أكثر من عامل أدى إلى ارتفاع عدد ​الإصابات​ بفيروس كورونا مجددا، ومن هذه العوامل ارتياح الناس والتصرف وكأنّ كورونا انتهى، وذلك في وقت بدأت ​الحياة​ تعود إلى طبيعتها جزئيا نظرا لعدم قدرة ​لبنان​ الاقتصادية على تحمل المزيد من الإقفال.

ورأى المصدر أنه يمكن لأي شخص ملاحظة تراجع التزام الناس بالتدابير الوقائية، فبعدما كان معظم اللبنانيين يلتزمون التباعد الاجتماعي ويحترمون المسافة الآمنة وارتداء الكمامات وعدم الخروج إلا عند الضرورة، باتوا يتصرفون حاليا وكأن كورونا انتهى، فعودة الحياة جزئيا إلى طبيعتها وتراجع عدد الإصابات في عدد من الأيام أعطيا الناس إنذارا خاطئا بأننا تخلصنا من كورونا.

وعن المخاوف من ارتفاع عدد الإصابات داخليا بسبب إعادة المغتربين، رأى المصدر أنه يجب التأكيد بداية على حق اللبنانيين جميعا بالعودة إلى بلدهم، وبالتالي ​النقاش​ يجب أن يكون بالتدابير المتخذة، وبوعي المواطنين الوافدين والمقيمين، مضيفا أنه صادف وأن ترافقت عودة هؤلاء حاليا وستترافق في المراحل المقبلة مع عودة الحياة ولو بشكل جزئي إلى طبيعتها، ما يستلزم المزيد من التدابير الوقائية.

وفي هذا الإطار، أوضح المصدر أنّ التدابير المتبعة من قبل الوزارة لا تزال على صرامتها بدءا من تحديد العدد على متن كل ​طائرة​ مرورا بتدابير ​المطار​ وإجراء فحوصات "بي سي آر"، وصولا إلى متابعة العائدين في الحجر بالتنسيق مع ​القوى الأمنية​ و​البلديات​، لافتا إلى أن الوزارة وحتى اللحظة تابعت 20 ألف حالة.

وعن المخاوف من موجة أخرى مع تزايد عدد المصابين، اعتبر المصدر أنّه لا شكّ أن لبنان نجح إلى حد كبير في التعامل مع الوباء حتى وصلنا إلى مرحلة لا بأس بها، إلّا أنّ هذا لا يعني أننا في هدنة أو فترة راحة، فالمعركة مع "كورونا" لا تزال مستمرة وهناك توقعات لموجة ثانية لا يمكن تحديد وقتها أو قوتها، لأنّ الأمر يرتبط بالتدابير المتخذة فكلما كان وعي الناس أكبر وكلما التزمنا بالتدابير الوقائية تأخر موعد الموجة الثانية وكانت أقل قوة.