أكدت مصادر نيابية بارزة لـ"الشرق الأوسط" أن موافقة ​صندوق النقد الدولي​ على تمويل الخطة الإنقاذية لن تتم بين ليلة وضحاها وأن الجولة الأولى ستتبعها جولات مكوكية لن تبقى محصورة بالمفاوضات بين الصندوق و​الحكومة​ وإنما ستشمل لاحقاً حاكم مصرف ​لبنان​ ​رياض سلامة​ و​جمعية المصارف​ و​الهيئات الاقتصادية​ لما لكل هؤلاء من ملاحظات.

ولفتت إلى أن مسودة الخطة التي أعدّتها الحكومة للتعافي المالي ما هي إلا إعلان للنيات وجاءت نسخة طبق الأصل عن البيانات الوزارية السابقة وتضمّنت رزمة من الوعود التفاؤلية وتحديداً في كل ما يتعلق بالأرقام المالية الواردة فيها. ورأت أن الحكومة ستخوض مفاوضات ماراثونية لعلها تنتهي إلى موافقتها على دفتر الشروط الذي يتيح للبنان الحصول على قرض مالي، وسيكون أشبه بمذكرة تفاهم.

وأكدت المصادر أن لبنان لم يكن مضطراً للاستعانة بالصندوق لو أن الحكومات السابقة أحسنت الإفادة من الفرص الدولية التي أتاحت له الحصول على دعم مالي سواء من مؤتمرات ​باريس​ أو من مؤتمر "سيدر"، وتقول إن الرهان على التمويل لن يكون سهلاً ما لم يأت مقروناً بأفعال ملموسة بدلاً من الأقوال، كما كان يحصل سابقاً، خصوصاً أن الأسباب الكامنة وراء تعطيل مقررات "سيدر" ستحضر بامتياز على طاولة المفاوضات.

وردا على سؤال عن موقف ​حزب الله​ من طلب قرض تمويلي من الصندوق؟ وهل لديه القدرة على وضع شروطه؟ وما هي الخطة البديلة لصرف النظر عن التعاون معه؟ معتبرة انه " من السابق لأوانه الحديث عن الدعم الدولي ليس بسبب اجتياح وباء ​فيروس كورونا​ للعالم الذي يعطي الأولوية لمحاصرته وإنما لأن المعبر الوحيد للحصول عليه يتوقف على مبادرة الصندوق إلى إطلاق ​الضوء​ الأخضر".