لفتت نائبة رئيس "​التيار الوطني الحر​" جبران باسيل للشؤون السياسيّة، ​مي خريش​، إلى "أنّنا نعتبر في هذه المرحلة أنّ ​القضاء​ والقضاة هم خطّ الدفاع الأوّل. في الحرب، الجندي هو الجسم المدافع عن الوطن وأبنائه، وفي ​مكافحة الفساد​ والإصلاحات، يجب أن يكون القضاء هو خطّ الدفاع الأوّل في هذه المرحلة، ونحن نعوّل على ضمير القضاة وعلى ألّا يبقوا مرتهنين للسياسيّين".

وأكّدت في حديث إذاعي، أنّ "هناك أمورًا خاطئة في البلد وجرائم عدّة تمرّ مرور الكرام، من التلاعب ب​الدولار​ إلى ​الفيول​ المغشوش، وصولًا إلى الفساد في الإدارات، ووحده القضاء يمكنه أن يبتّ بها. أي قانون يُقر، إذا لم يطبّقه القاضي، يكون من دون معنى". وركّزت على أنّ "أي ملف، مهما كان كبيرًا وبغضّ النظر عن هويّة المتورّطين به، نتمنّى على القضاء أن يكون عادلًا ونزيهًا ولا يغطّي أحدًا".

وأوضحت خريش "أنّنا كـ"تيار وطني حر"، أي ملف فساد نفتحه أو نسير به، لا تكون لدينا مشكلة مع الأشخاص، وفي قضيّة ​الوضع الاقتصادي​ لا مشكلة لدينا مع حاكم "مصرف ​لبنان​" ​رياض سلامة​ بالشخصي، لكنّه إذا كان مسؤولّا عمّا وصلنا إليه، فيجب أن يُساءل ويحاسب ويحاكم". وأشارت إلى أنّ "لا كيديّة سياسيّة في ملف الفيول المغشوش. هذا الملف حقّقته به وزيرة الطاقة والمياه السابقة ​ندى بستاني​، وعندما وجدت خللًا وفسادًا، تقدّمنا بإخبار إلى اقضاء".

ورأت أنّ "من دون محاسبة لن نتقدّم بلبنان، وحتّى صورتنا تجاه ​المجتمع الدولي​ والخارجي لن تكون جيّدة. هذا المجتمع يريد أن يرى إصلاحات، والإصلاح يبدأ بالمحاسبة"، مبيّنًا أنّ "أولويّتنا منقسمة إلى قسمني: شق اقتصادي ومالي معيشي، وشق مكافحة الفساد". ولفتت إلى أنّ "هناك منظومة أوصلتنا إلى هناك، ويجب أن يبدأ الكشف عنها، ليعرف اللبناني مَن سرقه ولماذا وصلنا إلى هنا، ولماذا أصبح الدولار يساوي 4 آلاف ليرة لبنانية".

كما ركّزت على أنّ "للأسف، في ثورة 17 تشرين الأول 2019، كان هناك أشخاص حقيقيّون، وآخرون ركبوا ​الثورة​ واستفادوا من وجع الناس لتسيير أجندات معيّنة، لهذا لا نرى هؤلاء الأشخاص الآن في الشارع. مَن كانوا ينفّذون أجندات معيّنة، هم الآن يغطّون الفاسد"، مشيرةً إلى أنّه "يجب التفرقة بين مَن كان موجوعًا، ومن كان مأجورًا لتفيذ أجندات"، متسائلةً: "أين هم هؤلاء من ملف الفيول المغشوش و​الليرة اللبنانية​، وأنّ هناك سياسي جاهر أنّه لن يسلّم مطلوبًا للقضاء؟".

وشدّدت خريش على "أنّنا مستمرّون، وهذه الأمور لن توقفنا عن مشروع مكافحة الفساد، و"التيار الوطني الحر" لن يغطّي فاسدًا في صفوفه، وهذا الموضوع أولويّة ويجب أن يكون أولويّة كلّ الكتل والأحزاب وليس مجرّد شعارات".