دعا نائب رئيس ​المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى​ الشيخ ​علي الخطيب​ "المؤمنين ولا سيما الحكام الى الاقتداء بالامام علي وسيرته والسير على نهجه ولاسيما في هذه الظروف الصعبة التي يعيشها المواطنون، فيواسوا الفقراء في مأكلهم ومشربهم، وانى لهم ذلك وهم الذين اوقعوا البلد في هذه الاوضاع فسرقوا مدخرات الناس وافقروهم واوصلوهم الى حافة المجاعة، ولم يبنوا صناعة ولا زراعة ولا بنى تحتية واكتفوا بالسرقات".

وفي خطبة الجمعة، لفت الخطيب إلى أن "المواطنين مطالبون بالوقوف وراء الحكومة ودفعها الى اتخاذ اجراءات سريعة وشجاعة في العمل على استعادة المال المنهوب واستعادة قيمة الليرة ال​لبنان​ية والضرب بقوة على ايدي المتلاعبين ب​الدولار​ والمتلاعبين بأسعار المواد الغذائية"، منوّهًا بأنه "لا يجوز ان نحمّل هذه الحكومة تداعيات المرحلة السابقة وما وصلت اليه البلاد، وعلينا ان نقف الى جانبها حتى تشعر بالقوة في معاقبة الفاسدين والمحتكرين والمستغلين، ثم حاسبوها ان قصرت في تحقيق هذه النتائج وفي اخراج البلد من ازماته، اننا بحاجة لتحقيق هذه المعادلة واشعار الحكومة بانها تستطيع ان تأخذ قرارات شجاعة وهذا يحتاج الى دعم شعبي، كما ان على الحكومة ان تستفيد من هذا الدعم لتحقيق مطالب الناس".

كما اعتبر أن "الحكومة الحالية في توجهها الى ​صندوق النقد الدولي​ علامة ضعف وخضوع لبعض القوى السياسية التي كانت في الحكم وافسدت واتبعت ​سياسة​ القروض من الخارج ثم اساءت استخدام المال العام ووضعت البلد على حالة الانهيار المالي والاقتصادي"، لافتًا إلى أنه "من غير المقبول العودة الى نفس السياسة، واذا اردنا ان ننقذ البلد فلا نضعه تحت رحمة شروط الدول المقرضة والمهيمنة على صندوق النقد الدولي ويكون شعب لبنان رهينة بيد هؤلاء لسنوات قادمة يشقى فيها، بينما هناك طرق وابواب واجراءات اخرى يمكن اتخاذها توفر على لبنان الحاجة للرجوع الى صندوق النقد الدولي، كالانفتاح على ​سوريا​ وتنفيذ الاتفاقات المعقودة بين البلدين وتطويرها، وتعزيز الصناعة والزراعة واعادة المال المنهوب، وغير ذلك من الاجراءات يمكن معها وقف التدهور في سعر صرف الليرة والانهيار الاقتصادي ووقف الارتفاع الفاحش في سعر السلع الاستهلاكية".

وشدد تالخطيب على أن "المطلوب من الحكومة اخذ اجراءات سريعة بمعالجة ما يمس لقمة عيش المواطنين والحؤول دون وقوع انفجار اجتماعي يأخذ البلد الى الهاوية ان لم تبادر الحكومة باتخاذ هذه الإجراءات، ومع تقديرنا للخطوات التي قامت بها الحكومة حتى الان وبالأخص ما يتعلق بالبدء بمعالجة موضوع الكهرباء في قرارها بالأمس، كما ان المطلوب من القضاء متابعة فضيحة "الفيول المغشوش" وان يذهب بهذا الملف الى النهاية ويتم محاسبة الفاسدين، فان هذه الخطوات وامثالها تعطي للشعب الثقة بهذه الحكومة وانها ليست كسابقاتها، كما ان المطلوب انهاء ​التشكيلات القضائية​ التي اعطى تأخيرها انطباعا سلبيا عن الحكومة، وان هناك تدخلات سياسية تمنع من انجازها وهو ما يسيء الى السلطة ويهز الثقة بها".

وخلال حديثه عن ذكرى النكبة، أشار الخطيب إلى أنه "لا نزال نعيش تداعياتها الخطيرة على عالمنا العربي والإسلامي، ويحييها ال​فلسطين​يون ومعهم كل حركات ​المقاومة​ بالجهاد والانتفاضة والصبر، في الوقت الذي نرى بعض حكام العرب ممن ارتهنوا للمشروع الصهيو اميركي يلهثون خلف التطبيع في خيانة لشعوبهم ودولهم و لدماء الشهداء وتضحيات المجاهدين، فيما يقدم الشعب الفلسطيني اعظم التضحيات في سبيل تحرير الأرض وإنقاذ المقدسات ليؤكد من جديد ان لتحرير فلسطين طريقا واحدا هو المقاومة التي نطالب كل الشعوب بدعمها والوقوف خلفها لإزالة تداعيات نكبة فلسطين التي تستدعي منهم التصدي ل​صفقة القرن​ ورفض مندرجاتها، فيما يجب على الفلسطينيين توحيد فصائلهم تحت لواء المقاومة والمطالبة بالحقوق المشروعة المتمثلة بإقامة الدولة الفلسطينية على كامل ارض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين الى ديارهم".