لفت الوزير السابق ​غسان حاصباني​، إلى أنّ "جولة المفاوضات مع "​صندوق النقد الدولي​" عادةً تكون بين وزير المال وحاكم المصرفي المركزي من الدولة، وتبدأ الجولات بمرحلة التعارف"، مبيّنًا أنّ "دور "صندوق النقد الدولي" هو بحث الخطّة الاقتصاديّة وإبداء رأيه والاقتناع بها، كي يعمل على تسويقها لدى ​الدول المانحة​. التمويل يأتي على مراحل نسبةً لمدى تطبيق الإصلاحات المنتظرة، والحل لن يتمّ بعصا سحريّة أو بيوم أو اثنين".

ورأى في حديث تلفزيوني، أنّ "الخطّة الاقتصاديّة للحكومة هي ورقة تتضمّن إعلان نوايا لإصلاحات ليست بجديدة، بل تمّ طرحها في الحكومات السابقة"، مؤكّدًا أنّ "المطلوب القيام بإصلاحات في ​القطاع العام​ وإصلاحات يمكن للحكومة تنفيذها بعيداً عن الخطّة، أبرزها توقيف التهريب عبر المعابر الشرعية وغير الشرعية، مكفحة التهرب الجمركي وتشكيل الهيئات الناظمة ومأسّسة العمل".

وشدّد حاصباني على "وجوب إعادة هيكلة القطاع العام فحجمه كبير جدًّا، وثمّة قطاعات ومؤسّسات ذات طابع تجاري ربّما تُدخِل عائدات ولكن مع الوقت يتضخّم حجمها، وبالتالي يمكن خصخصتها كما جرى في دول عدّة، ومنها على سبيل المثال ​قطاع الاتصالات​ الّذي يتدهور مع الوقت"، منوّهًا إلى أنّ "قيمة قطاع الاتصالات في ​لبنان​ حوالي الـ8 مليار دولار".

وذكر أنّ"صندوق النقد" يأتي بطلب من البلدان، ليديّن الدول بناءً لخطة الدولة، مقترِحًا رزمة إصلاحات تعطي ثقة دوليّة،والطريق مع "صندوق النقد" طويلة"، مشيرًا إلى أنّ "الدول لن تساعد لبنان في ظلّ وجود عمليّة تهريب على المعابر". ولفت إلى أنّ "الحكومات المتتالية كانت تتحايل ووتذاكى على ​المجتمع الدولي​ لتمويلها، ما أفقد لبنان ثقة هذا المحتمع. هذا ما نبّهنا منه خلال الموازنات العامة السابقة، وعبّرنا عنه من خلال ملاحظاتنا على الخطّة الاستثماريّة لـ"مؤتمر سيدر"، لأنّنا كنّا نعلم أنّ لا أموال ومساعدات ستتدفّق إلى لبنان دون إصلاحات جديّة".

كما ركّز على أنّ "اقتصادنا لم يكن رعيًّا فقط إنّما خدماتي، ونأمل أن يبقى اقتصادنا حرّ، وطريقة التوجه ومحاولة التحكم بالدور المصرفي يحمل الكثير من علامات الاستفهام"، مؤكّدًا أنّ"موقف رئيس "​حزب القوات اللبنانية​" ​سمير جعجع​ واضح منذ البداية، فالإصلاحات هي بداية أي خطّة اقتصاديّة"، مبيّنًا بهذا السياق أنّ "جعجع لبّى الدعوة إلى اللقاء المالي الوطني من جهة دستوريّة هي ​رئاسة الجمهورية​، وحضر اللقاء ليطرح ويسأل بشكل مباشر ملاحظات "القوات اللبنانية" من الخطّة الاقتصاديّة".

وأفاد حاصباني، بأنّ "هناك جهة سياسيّة تريد تعويم دور ​النظام السوري​"، موضحًا أنّ "المعابر الكبرى الّتي تتعدى العشرة يتمّ فيها تهريب ​الفيول​ و​المازوت​، وهناك في بعض المعابر عمليّة تهريب الفيول من خلال أنابيب". وأشار إلى أنّ "هدف الأمين العام لـ"حزب الله" السيد ​حسن نصرالله​ إحراج كلّ ​المجتمع اللبناني​ للتحدّث مع النظام السوري، وعلى رأسهم فريق العهد ولإحراجه أمام المجتمع الدولي".