أشار أحد الدبلوماسيّين الغربيّين، في حديث إلى صحيفة "الجمهورية"، إلى "الدور الإيجابي لوباء "​كورونا​"، الّذي أبقى التواصل قائمًا بين أركان ​الحكومة الجديدة​ و​المجتمع الدولي​، وإلّا لكانت الأوضاع في مكان آخر، لا يشبه ما نعيشه اليوم"، لافتًا إلى أنّ "كورونا" هي "ابنة" هذه السلطة وصديقة من رعى تشكيلها، لأنّها أرجأت سقوطها في الشارع ووضعت حدًّا لثورة 17 تشرين الأول الماضي".

وركّز على أنّ "البعض ممّن أدّت ​الإنتفاضة​ إلى وضعهم في أسوأ المواقع، شعروا أنّ "كورونا" حملت إليهم "قوارب الإنقاذ"، فأبعدتهم عن عمق المأزق إلى ما يعتقدونه شاطئ الأمان. فلا يمكن لأي عاقل أن يتجاهل ما أحدثته هذه الانتفاضة من تشويه صورة البعض، حتّى أولئك ممّن اعتُبروا "إنصاف آلهة" أمام جمهورهم والموالين"، مبيّنةً أنّه "بدلًا من أن يتواضع المصابون بما حصل وإعادة النظر في استراتيجيتهم الّتي كانت معتمدة قبل 17 تشرين الأول، استعادوا الأنفاس لارتكاب مزيد من الأخطاء".

وأكّد الدبلوماسي، أنّ "من الصعب جدًّا على هذه الحكومة أن تنجح في المقاربات الموضوعة للخروج من المأزق المالي والنقدي الّذي تعيشه البلاد، طالما أنّها اعتبرتها مجرّد أزمة ماليّة ونقديّة يمكن معالجتها بقرارات نقديّة وماليّة، دون النظر إلى ما هو مطلوب سياسيًّا". ورأى أنّ "كلّ الصرخات المدوّية الّتي أطلقها رئيس الحكومة وقبله رئيس الجمهورية إلى من يسمّونهم "أصدقاء ​لبنان​" ذهبت هباء، ما خلا تلك المعنيّة بأزمة "كورونا" وتداعياتها على لبنان، وما يقود إليه وجهها الإنساني لا أكثر ولا أقل".

وأوضح أنّ "مَن لا يريد ذلك، أو يصدّق ما آلت إليه الحال، عليه العودة إلى مجموعة الشروط الدقيقة الّتي جاء بها بيان "المجموعة الدولية من أجل لبنان"، عقب إطلاق الخطّة الإقتصاديّة "التاريخيّة"، وتلك الّتي صدرت عن ​الخارجية الفرنسية​ وممثّلي مؤسّسات ​الأمم المتحدة​، معطوفة على مواقف دبلوماسيّين أميركيّين حاليّين وسابقين، للتثبّت من عقم المعالجات الجارية وعدم اقتناع العالم بجدواها. ومن لم يقرأ الجديد في هذه المعطيات، لربّما يمكنه أن يقرأ الصمت العربي والخليجي تحديدًا، وحجم الإهمال للملف اللبناني ليستزيد ممّا يقنعه".

وشدّد على أنّ "أي تأخير في اتخاذ التدابير الّتي تقفل الحدود أمام أعمال التهريب بين ​لبنان وسوريا​، والسعي إلى قضاء مستقل بعيدًا من تأثيرات المواقع السياسيّة المتورّطة في الملفات المطروحة عليه، والتوقّف عن الحروب البينيّة بين أبناء الصف الواحد الّتي يُستغل فيها القضاء تحت شعار ​مكافحة الفساد​ بالتغطية على أبطاله وتجنيبهم الوصول إلى رؤوسه الكبيرة الّتي تحتمي بمواقعها؛ كلّ ذلك لا يكفي للمباشرة في "المفاوضات المفيدة" مع "​صندوق النقد الدولي​"؛ وسط مخاوف من أن تكون الخلافات بين أرقام "​مصرف لبنان​" و​وزارة المال​ قد أصبحت في عهدته".