لفت مفتي ​الجمهورية​ ​الشيخ عبد اللطيف دريان​ خلال وقائع صلاة ​عيد الفطر​ في مسجد الأمين في ​وسط بيروت​ إلى ان "​شهر رمضان​ كان شديد الوطأة على كل الناس بسبب الوباء وشديد الوطأة بالانهيار الاقتصادي و​المال​ي وشديد الوطأة بالظروف الاجتماعية والمعيشية والحياتية الصعبة، فالوباء بلاء عالمي ما نجت منه دولة من الدول ولا شعب من الشعوب وقد تعرض ​لبنان​ لما تعرض له الآخرون، وما نزال نحن وغيرنا تحت وطأة الجائحة والاخذ والشد والمراوحة بين الامل واليأس والمسألة هنا ليست مسألة ادانة او امتداح بل الدرس الابرز في الوطنية والكفاءة هو ان مؤسساتنا الصحية كان لديها المبادرة الضرورية وصمدت ​المستشفيات الحكومية​ والخاصة وفي طليعتها ​مستشفى بيروت الحكومي​، فتحية تقدير وامتنان للأجهزة الطبية على ما قاموا به لمواجهة تداعيات ​كورونا​".

وأكد ان "ان المؤسسات العامة التي أعمل بها الجميع هدما وتخريبا هي الباقية للوطن والمواطن والتي ينبغي اعادة بنائها لصون حياة الناس بدون أوهام، لا يبقى للبنانيين غير دولتهم وغير مؤسساتهم العامة فلا يسمح لأحد بهدمها و التسبب في تصديعها"، داعيا إلى أن "نلتفت إلى الانهيار المالي والمصرفي والاقتصادي الذي حصل قبل الوباء والذي سيستمر بعده، ان المسؤوليات واضحة، المسؤولية الأولى تقع على عاتق القوى السياسية ثم ​المصرف المركزي​ ثم الجهاز المصرفي"، سائلا "من المسؤول عن افلاس ​الدولة​؟ وعن دمار عيش المواطنين؟ اين ذهبت المليارات التي كان ينبغي انفاقها على صون مصالح المواطنين وامدادهم ب​الكهرباء​ و​المياه​ ومعالجة ​أزمة النفايات​ وتحسين ​الاتصالات​ والنهوض ب​الزراعة​ و​الصناعة​؟، ولماذا تراكم دين عام بلغ 90 مليار ​دولار​ منها 50 مليارا أهدرت على الكهرباء الدائمة الانقطاع؟ ثم من المسؤول عن احتجاز اموال المودعين التي يبشروننا انها ضاعت إلى غير رجعة؟".

وأضاف "تعمل الحكومة على ​مكافحة الفساد​ واستعادة المال المنهوب فهذا عمل يسجل لها وتشكر عليه وعلى ما تقوم به من مجهود لصالح الوطن والعشب ونتمنى لها ولرئيسها التوفيق والنجاح للنهوض بلبنان والخروج به من أزماته المحدثة وهنا نطالب الحكومة بالاسراع في اتخاذ الاجراءات الحازمة ووقف نزيف انهيار العملة الوطنية لأن الناس داقوا ذرعا فلا هم قادرون على تأمين لقمة عيشهم ولا هم قادريي على الحصول على مدخراتهم متى يشاؤون ولا هم مطمئنون إلى انها مصانة وستعود إليها ولو بعد حيد".

وتوجه إلى رئيس الحكومة حساد دياب بالقول: "أنت مؤتمن على مصالح الناس وانت مسؤول عن قضاياهم وحل ازماتهم، انهم يعلقون آمالهم عليك والامر لا يحتمل التأخير لأن التأخير ليس في صالح الناس والوطن، الذي يعاني ترهلات عديدة والمواطنون يعرفون تماما الناهبين والمتجاوزين واحدا واحدا ولا يكافح الفساد إلى بالقضاء ونخشى إذا فسد القضاء ان تفسد الدولة، وهنا نسأل كيف سيظهر حكم القضاء المستقل ولماذا لم تصدر ​التشكيلات القضائية​ التي اقترحها ​مجلس القضاء الاعلى​ ثم اين قانون ​العفو العام​ الشامل الذي كان ينبغي ان يصدر قبل سنوات عدة ولم يصدر حتى الآن؟"، معتبرا ان "تأخير اصداره يتحمل مسؤوليته جميع السياسيين الذين وعدوا بالافراج عنه ولم يتحقق ذلك حتى الآن".

وأشار المفتي دريان إلى انه "نعيش مرحلة صعبة وقلقة من ​تاريخ لبنان​ الذي عانى حروبا عبثية ويعاني اليوم أزمة سياسية واقتصادية ومعيشية أقصى من الحروب التي مررنا بها، فهذه الحروب المستجدة نشعر بدقتها وخطورتها وكلنا مسؤولون ولا يمكن لأحد ان يعفي نفسه من المسؤولية لكن لن نفقد الامل بتلاقي الارادات ​الطيبة​ والكل يدرك ان بناء الدولة وحماية الوطن لا يكون إلا باجتماع ارادة اللبنانيين، فلنمد أيدينا إلى بعضنا وأخواننا العرب الحريصين على امننا ووطنا فنحن منهم وهم منا ولن نتخلى عن عروبتنا التي نعتز ونفتخر بها ".

وشدد على انه "نحن لا نقبل الاخلال بالدستور ولا تهميش ​رئاسة الحكومة​ او المس بصلاحيات رئيس الحكومة، ليس لأن في ذلك تجاهلا لتراتبية ​المؤسسات الدستورية​ فقط بل لأن الاخلال بالدستور يصنع ازمة سياسية تقع في اصل الانهيار الكبير الذي يعانيه لبنان".