ما يدور في الكواليس من مفاوضات بين رئيس الحكومة ​حسان دياب​ ونائب ​كسروان​ نعمة أفرام قد يكون من أهم ما ينتظره اللبنانيون ولا سيما اهالي كسروان والفتوح على صعيد ​معالجة النفايات​ الصلبة. هي مفاوضات اللمسات الأخيرة على إتفاق بين الحكومة من جهة، و​بلدية غوسطا​ والشركة التي تملك معمل معالجة النفايات المتوقف عن العمل منذ سنوات، من جهة اخرى.

لماذا التفاوض؟ لأن ​مجلس الوزراء​، ومنذ أن قرر في جلسة الخامس من أيار الجاري، رفع مستوى الطمر في مطمر الجديدة المخصص لنفايات كسروان و​المتن​ ومناطق من بييروت، ضمّن قراره تحويل بين 150 و200 طن من نفايات كسروان الى معمل المعالجة في غوسطا بعد تفعيله، كل ذلك، إنطلاقاً من مبدأ اللامركزية في معالجة النفايات. منذ تلك الجلسة، كلف مجلس الوزراء ​مجلس الإنماء والإعمار​ إجراء ما يلزم للوصول الى إعادة تفعيل المعمل، فتواصل الأخير مع بلدية غوسطا والشركة المالكة للمعمل، وحصل منها على العرض التالي:

أولاً -57 دولارا كسعر إفرادي لمعالجة الطن الواحد بين فرز ومعالجة وتسبيخ و rdf وطمر العوادم ومن ضمنها كلفة انشاء المعمل وإستئجار الأرض.

ثانياً-طلبت الشركة سلفة 800 الف دولار لإعادة إطلاق المعمل وتعبيد طريقه.

ثالثاً–أن يكون العقد بين الحكومة والشركة لسبع سنوات.

رابعاً–بما أن العقد ب​الدولار​، والدولار غير متوفّر، طالبت الشركة بتقاضي قيمة العقد ب​الليرة اللبنانية​ ولكن على سعر صرف الدولار المحدّد من قبل الوحدة الخاصة في ​مصرف لبنان​ لا على سعر الصرف الرسمي المحدد بـ1500 ليرة، كل ذلك لأن مصاريف التشغيل كصيانة الآلات وغيرها، تخضع لسعر صرف الدولار.

هذا العرض المقدم من الشركة، ناقشه مجلس الإنماء والإعمار ورفعه الى الحكومة التي ناقشته مطوّلاً في جلستها الأخيرة وبحسب المعلومات، وافقت على البند الأول أي على سعر الـ57 دولاراً للطن الواحد، وهذا ما أيده الإنماء والإعمار على إعتبار أن الشركة تكلفت على بناء المعمل وهي التي إستأجرت الأرض. أما بالنسبة الى بند السلفة، فتم الموافقة على 200 ألف دولار بدلاً من 800 ألف على أن تستردها الدولة عبر حسمها من الفواتير، وعلى مدة العقد تمت الموافقة على خمس سنوات بدلاً من سبع سنوات كما جاء في العرض.

النقطة الوحيدة التي بقيت عالقة، هي تلك المتعلقة بسعر صرف الدولار وعلى أي سعر صرف ستتقاضى الشركة أتعابها، ولهذه الغاية عقد إجتماع بين دياب وأفرام، وتفيد المعلومات بأن أجواءه كانت أكثر من إيجابية، وقد توصل الفريقان الى شبه إتفاق.

إذاً معمل غوسطا سيعود الى الحياة قريباً، وأهميته أنه قادر على معالجة حوالي سبعين في المئة من نفايات كسروان. وبهذه المعالجة سيعاد استعمال نسبة تزيد عن تسعين في المئة من النفايات ولن يطمر منها إلا القليل القليل أي العوادم، ما يعني إطالة عمر مطمر الجديدة.

معمل غوسطا هو نموذج عن الحل النهائي الذي ينتظره اللبنانيون من الحكومة في هذا الملف الذي شكل الشرارة الأولى لإنطلاقة التظاهرات في الشارع عام 2015.