لفت مجلس الأمناء في ​حزب التوحيد العربي​"، إلى أنّ "رغم كلّ الإحتلالات الّتي تناوبت على أمتنا، ورغم إرتهان الأنظمة والمتاجرة بمواردها، وتفسيخها لوحدة المجتمع بين طائفي ومذهبي وعرقي، خدمةً للأعداء، ورغم النكبات والهزائم والإتفاقيات والمعاهدات المذلّة... أبت إرادة التحرير والتغيير إلّا أن تستنهض قواها الحيّة، وتذهب في معركة الوجود لإستعادة الحقوق المسلوبة، فتشكّلت المقاومات من ​فلسطين​ إلى ​العراق​ و​سوريا​ و​لبنان​، وتحقّق الحلم الّذي كان يراود شعبنا في حقّ الصراع والبقاء".

وأشار في بيان، عقب اجتماعه بمناسبة تأسيس الحزب، وتلازمًا مع عيد "المقاومة والتحرير"، إلى أنّ "على وقع ذلك، إنبرى مقاوم من الجبل، نذر نفسه لإطلاق صرخة الأمل في وجه الألم وكلمة الحقّ في وجه الباطل، وأخذنا في مسيرة التوحيد نمضي، فريقًا موحّدًا يعرف ما يريد ويدرك صعوبة المرحلة وأخطارها، لكن فعل الإرادة والإيمان كانا أقوى من كلّ المعوّقات ومن كلّ الحالات الإعتراضيّة الّتي حاولت التصدّي لنا".

وبيّن مجلس الأمناء أنّ "​تيار التوحيد​ اللبناني" كان نقطة الإنطلاق وبدء التأسيس، فحقّق امتدادًا على كلّ الساحات والمناطق والبلدات، وحين أصبح الصراع يزداد ويكبر، ظهرت فكرة إنشاء "حزب التوحيد العربي" الّذي أعلن بعد المؤتمر الأول في ​بعقلين​ ​الشوف​ عام 2010"، موضحًا أنّ "عندها تشكّل المكتب السياسي ومجلس الأمناء والمفوّضين العامين والمحليّين، وافتتحت المراكز من نيحا إلى ​السمقانية​ و​كفرحيم​ و​الجاهلية​، وصولًا إلى مدينة ​عاليه​ وامتدادًا نحو ​راشيا​ وحاصبيا. وقد تحوّلت هذه المراكز إلى أماكن لتوزيع المساعدات الإجتماعية وتقديم الدواء، والخدمات لكلّ محتاج دون تمييز أو تفريق".

وذكر أنّ "بالتوازي، كان لهيئة العمل التوحيدي دورًا أساسيًّا، مع كلّ الهيئات الدينيّة والروحيّة عبر المؤتمرات والإجتماعات وإقامة المناسبات. إنّها ورشة "حزب التوحيد العربي"، فعلت في عقول الناس ووجدانهم، أخذتهم إلى الشعور بالحرية والإنعتاق من قيود الذل والهوان، فأقمنا احتفالات متعدّدة في كلّ المناطق، حيث أقسم المئات يمين الولاء والإنتماء". وركّز على "أنّنا خرجنا من التقوقع الطائفي، وذهبنا في رحلة الإنسان الجديد، وافتتحنا مراكز في ​إقليم الخروب​ و​بيروت​، وأطلقنا ورش متعددة في حقول: الطلاب والشباب والأشبال والهيئات النسائيّة والبيئيّة، وإقامة المستوصفات ومراكز للرعاية الإجتماعيّة".

وشدّد على أنّ "رغم حداثة حزبنا، إلّا أنّ التاريخ سيشهد أنّنا كنّا وسنبقى في قلب الحدث ومجريات الصراع، ولطالما دعونا ل​محاربة الفساد​ وإصلاح ​القضاء​، وتأمين العيش الكريم، وإقامة دولة قادرة وعادلة يسود فيها القانون، وتكون المواطنة الحقيقيّة سببًا لنهضتها وحداثتها". وأفاد بأنّ "على هذا الأساس، كان لرئيس الحزب صولات وجولات سياسيّة وإعلاميّة وميدانيّة، خاضها باللحم الحي، فدافع عن الحقّ والمحرومين وهاجم الفاسدين والمفسدين، في ورشة يوميّة قلّ لأحد من الآخرين أن خاض غمارها بهذا الشكل المفتوح والمبرمج والمدروس، ولذا كان يتعرّض بقول الحقّ لحملات تطاله بين الحين والآخر، لكنّه بقي مستمرًّا في قناعته، ملتزمًا بمسيرته، مؤمنًا بأنّ الغد آتٍ لا محال، وسوف تندثر كلّ هذه الطبقة الفاسدة الّتي عاثت بالوطن والناس، وسرقت منهم كلّ ما يمتلكونه حتى أولادهم الذين تشرّدوا في ديار الله الواسعة".

كما فسّر المجلس أنّ "على هذا الأساس، خضنا المعركة النيابيّة قبل عامين بوجه الجميع دون استثناء، وكسرنا الآحاديّة والثنائيّة والثلاثيّة والرباعيّة، وحقّقنا انتصارًا معنويًّا كبيرًا، بالرغم من خسارتنا لمقعد كنّا سنتخلّى عنه اليوم، نتيجة لهذا الوضع المقيت الّذي نحياه، حيث ورغم كلّ العوز والجوع وغياب فرص العمل، مازالت تلك الطبقة الفاسدة تتعاطى مع ما تبقى في هذا الوطن وكأنّ شيئًا لم يحصل". وأكّد أنّ "نتيجة الإنتخابات جاءت صاعقة عليهم، فانبروا يتآمرون ويدبّرون المكائد لنا، فكانت غزوة الجاهلية اعتقادًا أنّها ستكون نهاية المطاف، لكنّ جبروتهم وفسادهم إندحر حين غسلت دماء الشهيد محمد أبوذياب تراب البلدة والجبل، وحوّل الغزوة الهمجيّة لإلتفاف شعبي وديني وحزبي ودبلوماسي، شاركوا في تشييعه وتأبينه وتقديم واجب العزاء في دار ​الطائفة الدرزية​ في بيروت".

وأعلن "أنّنا ومن خلال ما تقدّم، ما زلنا نعمل جاهدين لتقديم كلّ ما يحتاجه الناس ضمن إمكانياتنا وطاقاتنا، فلا مزايدات إعلاميّة فتَحْتَ طبقة الضجيج نعمل بصمت وهدوء، فنحن جئنا من تعب الناس وهمومهم ومشاكلهم، جئنا لحفظ كراماتهم والدفاع عن مصالحهم وتقديم كلّ ما يلزم لخدمتهم"، مشدّدًا على أنّ "ثلاثين عامًا أغرقونا بالكذب والوعود والسمسرات والصفقات، ثلاثين عامًا خطفوا كلّ شيء من أمام أولادنا وأهلنا. أما آن لنا أن نستفيق؟".

ولفت إلى أنّ "عجلة التوحيد تستمر في دورانها لتحقيق كامل أهدافها، وانّ انتصارات المناضلين ساطعة فوق كلّ أرض من أمّتنا، ويبقى الوقت في لعبة الأمم الفيصل لتحديد المسارات"، مركّزًا على "أنّنا في زمن توقّفت فيه دورة الحياة الكاملة في كلّ أنحاء العالم، نتيجة للأوضاع الإقتصاديّة والماليّة المتردية ولجائحة "​كورونا​" المدمّرة. ندرك جيّدًا أنّ العالم سيتغيّر بكامله، وستحيا الأمم والدول حياة مختلفة عمّا كانت عليه. لذا، كلّنا ثقة بأن أمّتنا قادرة على إعادة إنتاج نفسها، وصون ثرواتها، وحماية أراضيها وفتح أسواقها، وقيام أنظمة جديدة تحاكي العصر والزمان".