أوضحت مصادر مصرفية عبر صحيفة "الشرق الأوسط" أن "تبدل الأجواء بين السلطتين التنفيذية والنقدية من صدامية إلى تنسيقية، بدأ يثمر في إعادة تنظيم العمليات المالية والحد من تفاعل محفزات الفوضى والمضاربات التي أطاحت بقواعد السوق وأسهمت بتزخيم انهيار النقد الوطني والارتفاع الصاروخي المتزامن في مؤشري الغلاء الذي استنزف القدرات الشرائية للمداخيل العامة والخاصة و​البطالة​ المتفشية في ​القطاع الخاص​، مما وضع البلاد أمام احتمالات قوية ل​انفجار​ أزمات معيشية واجتماعية تفوق كل سابقاتها من حيث توسعها وميلها التلقائي إلى الصدام و​العنف​".

وإستبعدت المصادر "تلمس إيجابيات فورية لجهة خفض أسعار سلة الغذاء التي سيشملها التمويل المدعوم، باعتبار أن وصول الشحنات ​الجديدة​ يستلزم عدة أسابيع للتعاقد والنقل، فإنها تجد في خطوة الدعم المماثل للمواد الأولية اللازمة للمصنوعات القابلة للتصدير منفذا حيويا للحصول على سيولة إضافية بالعملات الأجنبية إلى الداخل الذي يعاني من شح شديد في توفر ال​دولار​ات النقدية؛ فضلا عن تحفيز ضخ جزء من السيولة عينها المخزنة في المنازل والتي تراوح بين 3 و4 مليارات دولار وفق التقديرات"، مرجحة أن "يحدث تلاقي تحرك ​مجلس النواب​ لإقرار مشروع قانون الـ"كابيتال كونترول" وعودة ​مصرف لبنان​ إلى التدخل في سوق القطع وإطلاق المنصة الإلكترونية لتسعير العملات يوميا ودعم مستوردات رئيسية جديدة إلى جانب ​القمح​ و​الدواء​ و​المحروقات​، تحولا نوعيا في استعادة انتظام ​المؤسسات الدستورية​ وخصوصيات مهامها".