علّق عضو "​كتلة المستقبل​" النائب ​وليد البعريني​، في حديث لـ"النشرة"، على ​الجلسة التشريعية​ التي عُقدت أول من أمس، معتبرًا أن "إقرار قانون ​العفو العام​ كان يشكّل ضرورة وطنيّة وسيّاسية وصحّية وإنسانيّة، وكان المطلوب تغليب حسّ المسؤولية والترفع عن الحسابات الضيّقة والمصالح الفئويّة ل​تحقيق​ هذا المطلب العام، ولكن للأسف تم تطييف ومذهبة هذا الملف".

وحول إتّهام "​تيار المستقبل​" بتطيير الجلسة بعد خروج رئيس ​الحكومة​ السابق ​سعد الحريري​، أوضح البعريني أن تياره "كان يبحث بشكل يومي في هذا الملف، وبذلنا جهودًا مضنية للوصول به إلى خواتيم سعيدة، ومن يتّهمنا بتطيير الجلسة لا يجيد قراءة ما حصل، وللأسف كنا ننام على إتّفاق ونصحو على كلام مغاير، ورغم كل ذلك سعينا بشكل جدي للوصول إلى صيغة، أو مقاربة ترضي الجميع لتوصل الحقوق إلى أصحابها".

وأسف البعريني لأنّ البعض "أراد تقسيم العفو العام بحسب ​الطوائف​، فأصبح القانون يؤخذ مسيحيًا أنه يدافع عن عملاء وهذا ليس بصحيح، ونظرة أخرى توحي أن الطائفة الشيعيّة تدافع عن تجار المخدّرات، والطائفة السنّية تدافع عن الاسلاميين والإرهابيين وهذا أيضًا لا يمتّ للحقيقة بصلة"، معتبرًا أنه "كان الأجدى بالبعض عدم أخذ الملف بالمنحى الطائفي السياسي، لأن ثمة مظلومين من كل الأفرقاء والطوائف، ويجب أخذ الامر بعمل الشخص وجرمه وليس بطائفته"، معتبرًا أنّ "الكلام الوطني أصبح مفقودًا في قاموس البعض، وهذا التصرّف لا يبني وطنًا"، موضحًا أن "رئيس ​مجلس النواب​ ​نبيه بري​ عمل بمنطق وحكمة ودعا للتصويت على القانون كمادّة وحيدة لتجنيب الجلسة أيّة خلافات، ولكن في نهاية المطاف عدنا إلى نقطة الصفر".

وإتّهم عضو كتلة المستقبل "​التيار الوطني الحر​" و"​القوات اللبنانية​" بالوقوف خلف "تطيير" قانون العفو، لافتاً إلى أنّ "هذا الأمر بدا واضحًا من خلال تصريحات نواب الحزبين"، معتبرًا أن "هناك من يصرّ على أن يبقى هذا البلد أسيرًا للطائفيّة التعطيليّة والمذهبيّة الإستئثاريّة على حساب الإنسانيّة والوطنيّة، لأنّه يضمن بذلك وجوده وحضوره"، مضيفًا: "بكل صراحة غير متفائل بالوصول إلى حلّ في موضوع العفو قريبًا، وهذا ينذر بعواقف وخيمة لأن الشارع سيتحرك تحت عناوين مختلفة ومنها المطالبة بالعفو العام مجددًا".

من جهة أخرى، رأى البعريني أن "إقرار مجلس النواب لقانون تحديد آلية التعيين في الفئة الأولى، يشكل خطوة أولى على طريق الإصلاح، فتصبح ​التعيينات​ وفق الكفاءة بعيدًا عن ​المحاصصة​ والمحسوبيات، ورأينا أن التيار الوطني الحرّ هو الفريق الوحيد الذي صوّت ضدّ هذا القانون"، مبديًا اعتقاده بإمكانيّة وصول بري إلى حلّ في موضوع فتح عقد إستثنائي لمجلس النواب بعد إنتهاء العقد العادي وإقرار بقيّة القوانين اللازمة.

وردًا على سؤال عن مرحلة وجود "تيار المستقبل" على رأس الحكومة ولماذا لم ينفذوا الإصلاحات التي يطالبون بها اليوم، لفت البعريني إلى أنّ "منطق الصراعات والمناكفات السّياسية كان سائدًا في الحكومات السابقة، رغم أننا في تيار المستقبل قدّمنا تنازلات كبيرة في موضوع التسوية الرئاسيّة بهدف النهوض بالوطن، ولكن العنصريّة والفوقيّة والخطابات الطائفيّة أوصلتنا إلى هذه المرحلة، وبرأيي العلاقة مع التيار الوطني الحرّ وصلت إلى أفق مسدود".