اشار المكتب السياسي ل​حركة امل​ في بيان عشية ذكرى الإجتياح الإسرائيلي، الى انه إذا كان التاريخ تعبيراً عن التراكم والإنجازات من حلقات متّصلة في حياة الأمم والجماعات، فتكون خلدة 1982 المعلم الفصل بين تاريخَين، تاريخ إنجازات العدو دون تكلفة، وتاريخ العزم على أن شعباً أوقَد في افئدَته الإمام القائد السيد ​موسى الصدر​ روح ​الحياة​ والمواجهة و​المقاومة​ والإنتصار، قد أخذ على عاتقه مسؤولية كسر إرادة العدو ووضع حدٍ لجموح قوّته العسكرية في مشارق الإقليم ومغاربه. هنا، على هذا المثلث الذي ربط ​الجنوب​ بالجبل والعاصمة، كان الدرس الأول الذي ما زال طعمه المُر يؤرق القادة العسكريين الصهاينة، إذ إنبرى لإرتال الإجتياح ال​اسرائيل​ي ل​لبنان​ في حزيران 1982، كوكبة من مجاهدي الحركة الذين لبّوا نداء الأخ الرئيس ​نبيه بري​ الذي امتشق بندقيته وخطّ السطر الأول في سفر انهيار مسار الإنتصارات الإسرائيلية الطويل.

ولفت بيان الحركة، الى ان معركة خلدة ملحمة المواجهات الكبرى الذي خاضتها الحركة وجعلت أيقونة الصناعات العسكرية الإسرائيلية لعباً لأطفال ​الشياح​ والضاحية، معركة خلدة مدماك التأسيس وانبعاث روح المقاومة والقتال في مواجهة رفع الرايات ​البيضاء​ ودعوات الإستسلام ومقولات العين التي لا تقاوم المخرز، فكان شررها قد امتد ليشعل نارالمعارك في ​الغبيري​ و​البربير​ والمتحف وسباق الخيل وكلية ​العلوم​ ليعلم الصهاينة بأنهم وقعوا في فخ الشعب الذي قال إمامه: " إذا احتلت اسرائيل أرضي سأخلع ردائي واصبح فدائياً".

واوضحت بأن "معركة خلدة اليوم ليست شيئاً من الماضي، بل هي عامل حض وتحفيز كي لا تسقط الحقائق ومضامينها بتقادم الزمن، بل هي مستمرة في تزخيم ثقافة المقاومة والمواجهة، ومنع تسلل ثقافة الإنهزام والتطبيع، وقبول اسرائيل الكيان الغاصب والغير شرعي كأنه شيء طبيعي في بلادنا"، وشدد البيان على إن "​حركة أمل​ صانعة ملحمة خلدة ومدرسة الإنتفاضات الشعبية والمواجهات البطولية على حجم خارطة الوطن ترفض أن تكون محطات جهادها وقائع معزولة عن سياق الصراع الوطني والقومي في المنطقة في مواجهة ​العدو الاسرائيلي​."

ورأت حركة أمل أن "الوفاء لمقاتلي وشهداء وجرحى معركة خلدة ومعها كل المعارك التي خِيضَت لدحر العدو عن بلادنا، إنما يكون بتجذير ثقافة المقاومة والإنتماء، وأمام التداعيات المرتقبة لما ستُقدم عليه ​حكومة​ العدو الصهيوني من إقتطاع وضم لمزيد من الأراضي في ​الضفة الغربية​ وغور ​الأردن​ ومحاولة تشريع السيطرة الصهيونية على ​القدس​ الشريف، والإمعان بضرب الحقوق الوطنية المكتسبة للشعب الفلسطيني والمخاطر الناجمة عن ​صفقة القرن​ الآيلة إلى التصفية الشاملة للقضية الفلسطينية، وإطلاق موجات تهجير جديدة للفلسطينيين من فلسطينيي الداخل عام 1948، والعودة إلى فكرة الوطن البديل، وتأبيد ​اللجوء الفلسطيني​ في دول الشتات مما يفرض ​التوطين​."

ولفتت الحركة الى إن هذه المخاطر الوجودية على ​العالم العربي​ عامة ولبنان خاصة، تستدعي إستحضار إرادة المقاومة والقتال والإنتصار في خلدة وأخواتها عبر التمسك بعوامل قوة لبنان بجيشه ومقاومته وشعبه، والحفاظ على عناصر وحدته وعوامل قوته والإرتقاء في اداء ​السلطة​ السياسية كي تصبح بمستوى أداء المقاومين، وهذا يكون بالمواجهة الحقيقية للمشكلات البنيوية بتعبيراتها الإقتصادية والنقدية والحياتية بل المصيرية التي تعتري اللبنانيين الذين يَنوؤن تحت ضغط الأزمات الآنفة، وضرورة الخروج من حال التشتّت والتباعد والإنتقال إلى مرحلة توحيد القرار والرؤى في مخاطبة الخارج وإستبيان معالم الخروج الحقيقي من نفق الأزمات التي يعاني منها ​اللبنانيون​ في هذه اللحظات الداخلية والإقليمية المستعصية.

اضاف البيان إننا في حركة أمل وفي يوم معركة خلدة نقول للمرجفين والمثبطين كفى هرولة، وكفى تقديم تنازلات تفوق ما يتطلبه العدو وحلفاؤه في بعض الأحيان. من هنا، إن الرهان على مزيد من الحصار والضغط على الشقيقة ​سوريا​ الشريكة في النصر والدماء والتضحيات، بل سوريا سند ومتكأ وحصن مقاومة اللبنانيين هو رهان مشبوه ولا يكون الوفاء لها بالتسويق لقوانين يفرضها اللوبي الصهيوني داخل مواقع القرار الدولي.