اشار ​السيد علي فضل الله​ الى انه لم تتوقف أعداد المصابين ب​فيروس كورونا​ من الوافدين من الخارج أو المقيمين عن الازدياد، ما يستدعي التذكير مجدداً بضرورة التقيد التام بالإجراءات المطلوبة واعتبار ذلك واجباً دينياً وإنسانياً، وهنا ندعو ​الدولة​ ألتي قررت الاستمرار باستقبال ال​لبنان​يين المتواجدين في الخارج والبدء بفتح المؤسسات العامة والخاصة لتسيير العجلة الاقتصادية إلى التشدد بتطبيق الإجراءات المتخذة بحق الوافدين والمقيمين وعدم التهاون فيها.

ولفت فضل الله خلال خطبتي صلاة الجمعة من على منبر مسجد الإمامين الحسنين(ع) في ​حارة حريك​، الى انه تبدو الحاجة ماسة إلى معالجة جادة للوضع المعيشي وعدم الاكتفاء بالمسكنات، حيث لا تزال أسعار السلع الضرورية و​الدولار​ وآخرها أسعار ​الخبز​ و​المازوت​ تزداد ارتفاعا وكذلك نسب ​البطالة​ ومعدلات ​الفقر​، والتي تركت آثارها على لقمة عيش المواطنين وأمنهم الاجتماعي وتلبية أبسط احتياجاتهم. ومن هنا، فإننا نعيد دعوة أجهزة الدولة إلى العمل بكل جدية ومسؤولية لدراسة كل السبل الكفيلة بمعالجة هذا الواقع الصعب لتجنب آثاره الخطيرة، ولمعالجة مختلفة تتعلق بدعم فعلي يحرك عجلة ​الزراعة​ و​الصناعة​ والحِرَف والمؤسسات والشركات التي تضررت، واستثمار كل الموارد المتاحة والتي تساهم في تأمين سبل عيش كريم للمواطنين.

واشار الى إننا في الوقت الذي لا نزال ندعو كل القوى الموالية والمعارضة إلى تسهيل عمل ​الحكومة​ للقيام بالمهمة التي جاءت لأجلها، ندعو الحكومة إلى تفعيل دورها و​الثبات​ على أهدافها المعلنة والاستمرار بالنهج الإصلاحي، وعدم الوقوع في مهاوي المحاصصات في الملفات المطروحة التي أودت بصدقية الحكومات السابقة وأوصلت البلد إلى ما وصل إليه.. وأن عليها أن تعي أن ما يمنحها الشرعية والقوة والقدرة على الاستمرار هو مكافحتها ​الفساد​ والقيام بالإصلاحات الجدية وتقديم معالجة جادة للوضع الاقتصادي فضلاً عن دعم كل القوى السياسية والشعبية المخلصة التي تريد خروج لبنان من هذا النفق المظلم إلى حال من التعافي والاستقرار، وفي هذا الوقت يترقب ​اللبنانيون​ مآل المسيرة التي أعلنت عنها مجموعات ​الحراك الشعبي​ في السادس من هذا الشهر، تحت عنوان مواجهة الواقع الاقتصادي القائم.

واشار الى اننا في الوقت الذي نقف مع كل صوت يرتفع للضغط على الحكومة وعلى كل القوى السياسية لاستنفار جهودها لمواجهة هذا الواقع الاقتصادي الصعب والمضي في المسار الإصلاحي، إلا أننا نحذر من إخراج هذا التحرك عن طابعه السلمي ومطالبه المحقة وإدخاله في إطار الصراع السياسي الداخلي، أو توظيفه في سياق الضغوط الخارجية التي تمارس على البلد للنيل من سيادته وحريته. وفي هذه الأيام نستذكر ذكرى النكسة في العام 1967، فإن أهم عبرة نأخذها هو التنبّه إلى غدر هذا العدوّ فهو عدوّ غادر، ينتظر الفرصة السّانحة ل​تحقيق​ مشاريعه في المنطقة، ومواصلة اعتداءاته كما فعل بالأمس في استهداف جديد لسوريا من سماء لبنان، ولذلك لا بد من التصدي لهذا العدو من خلال ​المقاومة​ والوحدة حتى نسقط أطماعه ومخططاته.