رأى عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب ​فادي سعد​، أنّ "تظاهرة الأمس محطّة طبيعيّة للتعبير عن وجع الناس ومعاناتهم مع سلطة فاشلة وغير مسؤولة، إذ ليس في العالم شعب عانى من حكّامه بمثل ما عانى ويعاني ​الشعب اللبناني​ مع فساد أهل السلطة، والهدر في المال العام وتسيّب الحدود وسوء الإدارة وإصدار براءات ذمّة للمرتكبين، وكان آخرها باخرة ​الفيول​ المغشوش وعدم تحرّك ​النيابة العامة التمييزية​ لملاحقة النائب ​جميل السيد​ على دعوته لقتل الناس؛ ناهيك عن القمع والاعتقالات التعسفيّة للثوار والاستنسابيّة في الملاحقات القضائيّة وإصدار الأحكام... واللائحة طويلة".

ولفت في تصريح إلى صحيفة "الأنباء" الكويتية، إلى أنّ "ما شهدته ​بيروت​ من حشد استباقي للقوى الأمنية قبل يومين من انطلاق التظاهرة، إن أكّد على شيء فعلى أنّ السلطة وتحت غطاء حفظ الأمن، ستحاول قمع المتظاهرين لتصعيب مهمّتهم في التعبير عن وجعهم". وأشار إلى أنّ "المخاوف الكبرى تكمن بِدسّ المخرّبين والشبّيحة للاعتداء على الأملاك العامة والخاصة، في محاولة لخنق التظاهرة عبر إسباغها بالأعمال غير السلميّة، بدليل أنّ السلطة بدأت منذ أيّام عدّة بتوقيف عدد من الناشطين في ​الثورة​ وعلى رأسهم ربيع الزين، إلّا أنّ ما فات القيّمين على أساليب تفريق الثورة والثوار أنّ نهاية السلطة إن لم تكن في 6/6، فستكون في 7/6 و8/6 و9/6 وفي توالي المحطّات حتّى سقوطها".

وركّز سعد على أنّ "دعوة السيد ل​إطلاق النار​ على المتظاهرين وقتلهم، هو بحدّ ذاته إخبار للنيابة العامة التمييزية"، معربًا عن استغرابه "عدم تحرّك ​القضاء​ أقلّه لمساءلة السيد حول موقفه". وبيّن أنّ "صمت القضاء أمام تصريح السيد يؤكّد من جهة أحقيّة مطالبتنا باستقلاليّة القضاء وتنزيهه عن الأجندات السياسيّة، ويفسّر من جهة ثانية استماتة الآخرين لإبقاء القضاء مسيّرًا بـ"الريموت كونترول"، لتوزيع شهدات الغفران وبراءات الذمة على من يواليهم نعمة الحكم".

وأكّد أنّ "مسار التاريخ لا يتغيّر مهما تغيّرت وتبدّلت آلات القمع والتهديد، فيوم الحساب بات قريب ومصير السلطة السقوط المدوي". وسَخر من "كلام البعض في تكتل "​لبنان القوي​" وغيره من ​قوى 8 آذار​، بأنّ ​التظاهرات​ الأخيرة قامت وتقوم اليوم على خلفيّة "قانون قيصر"، علمًا أنّ رئيس "​التيار الوطني الحر​" النائب ​جبران باسيل​ "آكل شارب نايم عند الأميركيّين ليشوف كيف بيرضين". وأفاد بأنّ "هذا الكلام مجرّد هروب إلى الأمام، وبأنّ أهل السلطة لن يوفّروا ذريعة وأسلوبًا لإفشال التظاهرات وتصويرها على أنّها مجموعة مخرّبين وعملاء مدفوعين من السفارات".

كما أعرب عن مخاوفه من "انهيار اقتصادي مريب تنهار معه الدولة بشكل كامل، نتيجة التسيّب والفلتان والفوضى في مقاربة الأزمات من قبل ​الحكومة​ وعرابيها"، معتبرًا بالتالي أنّ "التظاهرات مدخل للتغيير من خلال انتخابات نيابية مبكرة تُعيد إنتاج سلطة جديدة وحكومة مستقلّة، قادرة على احتواء الأزمات ولملمة الوضع".