أشار البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس ​الراعي​ خلال ترأسه قداس عيد الثالوث الأقدس، لا يمكن القبول بدول مجزأة بأطراف سياسية وطائفية تحتمي بالأنظمة الخاصة لكل واحدة منها، فكيف يمكن أن تعيش الدولة وتلبي الإحتياجات لمواطنيها الذين أصبحوا نصفهم فقراء ومهاجرون وعاطلون عن العمل، فيما ​المال​ العام يهدر ويهرب في المطار وعبر المعابر، فنهبوا أموالها بدون حسيب أو رقيب لاسترجاع المال المنهوب".

وأشار في عظته إلى أنه "أنتم على حق في ثورتكم ونريدها صوتا واحدا غير مسيس محصنة بوجه المندسين، نطلقها معكم صرخة ضد ​الفساد​ والهدر والغلاء الفاحش وانهيار النقد وحجز أموال ​المصارف​، بتلكؤ ​القضاء​ بتأثير التدخل السياسي، معكم نطالب بالإسراع بإجراء ​التعيينات​ باتباع معايير الكفاءة والنزاهة، رافضين المماطلة، ونطالب الحكومة بخطة إصلاحية للنهوض ب​الإقتصاد​"، مشددا على أن "هذه المطالبات هي لكل الشباب من دون ارتباط ب​الدين​ أو ​الطائف​ة أو المنطقة، أسفنا لما جرى أمس، من تحويل التعبير عن الرأي بمواجهة بالحجارة واستباحة ممتلكات الناس وجنى عمرهم والإعتداء على ​القوى الأمنية​، هذا يعني أن ما زالت تعشش في القلوب مشاهد الضغينة والحقد والبغض".

وأبدى البطريرك الراعي أسفه الشديد لـ"إدخال المعتقد الديني إلى ال​سياسة​ ما أوصل لنزاع بالأسلحة يوم أمس، فلماذا نعطي الجهات الدولية هذه الصورة عن ​لبنان​؟".

وتوجه للمسؤولين قائلا: "لا يحق لهم أن يحكموا بتلك الذهنية بعيدا عن ​الدستور​ والطائف، فكيف يمكن أن تأتينا المساعدات دون الإستقرار السياسي وشبك الأيادي وتوحيد الجهود"، لافتا إلى أن الكنيسة ماضية في خطتها الإنقاذية الرراعية والإجتماعية والمعيشية مع الكثير من المؤسسات والجمعيات اللبنانية والعربية والدولية قمنا بتشكيل شبكة تشمل كل المناطق اللبنانية".