اشار ​الحزب الديمقراطي المسيحي​ الى ان "من اسس الدولة العميقة ان يكون هناك عدة تجمعات سياسية اقتصادية تملي على الدولة قراراتها، عابرة للاحزاب، ولكل منها دوره المحدد يقوم به .وهذا الوضع ينتفي في ​لبنان​ لان هناك شخص واحد فقط يحرك ​منظومة​ الفساد هذه ويحميها، بحكم موقعه السياسي الطائفي، وسقوطه هو الشرط الاساسي والوحيد لتنهار كليا، بدءا من ​القضاء​ الى حاكمية ​مصرف لبنان​، وكارتيل ​النفط​ والاعلام، وكبار المحتكرين، وكل من يمت اليهم بصلة، بطريقة مباشرة او غير مباشرة".

واعتبر الحزب في بيان، ان "هذا تحديدا ما يتجنب المطالبة به وتسميته بالاسم دعاة ​الثورة​ و الثوار لسبب جد بسيط :لانهم منذ بداية تحركهم في ١٧ تشرين الاول الماضي شكلوا جزءا اساسيا من منظومة الفساد هذه، لذلك رفعوا شعار اسقاط ​رئيس الجمهورية​ وقلب النظام واجراء ​انتخابات​ نيابية مبكرة على اساس لبنان دائرة انتخابية واحدة خارج القيد الطائفي، و​الغاء الطائفية​ السياسية، واتى يوم البارجة بنهاره الفاشل وليله البغيض المملوء اهانات لقدسيات جميع ​الطوائف​ ليظهر الوجه الحقيقي لدعاة ​العلمانية​ و​الدولة المدنية​ في لبنان. بالمحصلة سقطوا هم وداعميهم، وكان سقوطهم عظيما".

اضاف "هذا يؤكد لنا من جديد، مصداقية طرحنا السياسي، الا وهو اعتماد النظام الفدرالي لادارة الحكم في لبنان، وهو العلاج الوحيد للنهوض ببلدنا، وانعاش ​الاقتصاد​، وتخفيف الشحن الطائفي ، وانصراف كل مكون من مكونات ​المجتمع اللبناني​، لترتيب وضع بيته الداخلي، ومحاسبة من يتولون ​السلطة​ باسمه في حال فشلهم من ​تحقيق​ وعودهم او تحسين اوضاع مجتمعاتهم، ويتجريد هؤلاء من حجة القاء تبعة فسادهم على الآخرين، او افقادهم بصيرتهم بوضع اهداف وهمية بعيدة المنال امامهم، ليصوروها لهم وكانها الحل السحري لجميع الازمات التي يتخبط بها لبنان، وعلى راسها احتلال ​القصر الجمهوري​ واسقاط العهد".

وتابع البيان "لقد غيرت جائحة ​كورونا​ المشهد الجيوساسي الدولي بكامله، واعادته بالزمن اقله الى فترة ​الحرب الباردة​ ان لم يكن الى زمن سيطرة الامم القومية الحمائية واهتمامها فقط بادارة شؤونها الداخلية على حساب جميع الدول دون استثناء. لذلك اصبح علينا التكيف مع هذا العصر الكوروني الجديد، والسعي كبلد صغير مفلس، الى اعتماد ​سياسة​ صفر اعداء مع محيطنا القريب والبعيد على حد سواء، والا سنستيقظ يوما وهو ليس بالبعيد حتما، لنرى مثيل ل​حائط برلين​ منتصبا في وسط عاصمتنا وممتدا الى سائر المناطق اللبنانية".

واعتبر بأن "​الفدرالية​ ليست دواءا مرا للشعب اللبناني، انما مذاقها كالحنظل لمن يسودونه ويتحكمون بمصيره، وينهبون مستقبل ابنائه قبل اموالهم ، وكله لمصلحتهم الشخصية وليس لمصلحة ابناء طائفتهم. تجرعوا هذه الكاس المرة، كي لا يفرض علينا ذلك قريبا، وبقوة الامر الواقع ما لا قدرة لنا على احتماله جميعا، ان سلما او حربا".