وجه رئيس أساقفة أبرشيّة قبرص المارونيّة المطران ​يوسف سويف​ فعل شكرٍ على مرور عشر سنوات على زيارة ​البابا​ بنديكتوس السادس عشر الى قبرص، مشيرا الى أن "هذه الزيارة كانت حدث تاريخي حيث لاوّل مرّة يزور خليفة بطرس جزيرة قبرص، أرض بولس وبرنابا، حيث منشأ إحدى الجماعات ​المسيحية​ الأولى، ومجتمع تلاقي الثقافات والأديان والحضارات، في اختبار تاريخي مبنيّ على الوحدة في التنوّع. فأمام تحديات اليوم الخطيرة، قبرص مدعوّة لتجدّد قِيَم المصالحة وحلّ المسألة القبرصية على أسس العدالة و​السلام​".

وشدد على أن "هذه الزيارة متجذّرة في تاريخ هذا الوطن إذ يعود حضورها الى القرن السابع – الثامن، الى جانب ال​كنيسة​ الأرمنيّة الرسوليّة، ومعاً الى جانب كنيسة قبرص الأورثذكسية وهي الكنيسة الأمّ في ​الجزيرة​ عبر إرثها المسيحي العريق. يتكامل هذا الحضور المسيحي مع الجماعة القبرصيّة التركيّة التي تنتمي الى الديانة الإسلاميّة. هذه هي قبرص وهذا هو تاريخ الجزيرة الذي شهد في الألفيّة الأولى على وجود ثقافات وأديانٍ متعدّدة لجأت الى هذه الأرض منشدةً الكرامة والسلام"، معتبرا أن "هذه الزيارة أضفت رونقاً على الحوار بين الأديان، إنطلاقاً ممّا ينادي به ​البابا فرنسيس​ اليوم وهو: "الأخوّة الشاملة". فجميعنا أخوة في الإنسانيّة، ونحن مدعوّون عبر أدياننا وثقافاتنا وأوطاننا أن نحثّ على بناء السلام ونرسّخ ثقافة الحوار ونوجّه على نبذ كلّ ميلٍ للبغضاء والتعصّب والإنقسام التي تقود الى ​الإرهاب​. فقبول الآخر على تنوّعه هو الأساس لبناء الوطن وهو ​القاعدة​ الذهبيّة لاحترام المواطنة وكلّ مواطنٍ في حقّه بعيشٍ لائق وكريم".