منذ تحركهم الأخير الأسبوع الفائت، والذي جالوا فيه على رئيس ​الحكومة​ ​حسان دياب​ ووزير ​المال​ ​غازي وزني​ والمدير العام للجمارك ​بدري ضاهر​ ورئيس المجلس الأعلى للجمارك العميد أسعد الطفيلي، لم يلمس الناجحون في دورة خفراء ​الجمارك​-2014 والبالغ عددهم 853، أي تقدم يؤشر الى نية لدى المجلس الأعلى بالتصديق على نتيجة دورتهم التي أصدرتها المديرية العامة، ما يعني عملياً أن مصيرهم سيبقى معلقاً على رغم السنوات الست التي إنتظروها بسبب الخلافات السياسية. خلال جولتهم الاخيرة على المسؤولين سمعوا وعوداً كثيرة لكنها حتى اللحظة لا تزال حبراً على ورق. لذلك تشير المصادر المتابعة لـ"النشرة" الى أن تحركهم المقبل لن يكون مشابهاً للإعتصامات التي قاموا بها سابقاً أمام منازل المسؤولين، والتي يبدو أنها لم تحرج مسؤولاً واحداً، وتتابع المصادر، "لقد اصبح الناجحون على يقين بأن مشكلتهم الأساسية هي لدى المجلس الأعلى المؤلف، إضافة الى الطفيلي، من غراسيا القزي وهاني الحاج شحاده والذي تتخذ قراراته عادةً بالإجماع، لذلك سيهدف التحرك الى إحراج المجلس الأعلى بورقة خطّية سيجول بها الناجحون على الثلاثة للحصول على تواقيعهم عليها". فالمجلس الأعلى يتحجج لعدم التصديق على النتيجة بمطالبة المدير العام ب​تقرير​ اللجنة الفاحصة، لكن الناجحين أصبحوا على قناعة بأن المشكلة هي في مكان آخر تماماً، أي في مسألة ​المناصفة​ التي يعترض عليها أعضاء في المجلس من دون أن يعبروا علناً عن هذه الحقيقة. فالنتيجة التي أصدرتها ​المديرية العامة للجمارك​ قائمة عليها بين المسيحيين والمسلمين وفيها 426 مسيحياً و427 مسلماً، المبدأ الذي توافق عليه القزي (مسيحية محسوبة على ​القوات​) وقد عبرت عن ذلك في أكثر من مناسبة إيماناً منها بأن ما يطبق في باقي ​الأجهزة الأمنية​ يجب أن يسري على الجمارك، كل ذلك من دون ان يكون ذلك على حساب الكفاءة في كل ​طائفة​. وهنا يقول الناجحون "لكن موقف القزي هذا من المناصفة، لا ينسحب على الطفيلي (شيعي محسوب على رئيس ​مجلس النواب​ ​نبيه بري​) والحاج شحاده ( سني محسوب على ​تيار المستقبل​) إذ أن الإثنين يقولان في العلن أن ما من مشكلة لديهما مع المناصفة، لكنهما في السر يرفضانها، وهذا ما يعرقل التصديق على النتيجة.

لكل ما تقدم، سيجول الناجحون بورقة مكتوبة على الأعضاء الثلاثة في المجلس الأعلى للحصول على تواقيعهم التي تؤكد عدم وجود مشكلة لديهم مع المناصفة وإحراجهم اكثر فأكثر أمام الرأي العام، آملين بأن يدفع هذا الإحراج في إتجاه التصديق على النتيجة. عندها سيكشف من هو من اعضاء المجلس الاعلى مع المناصفة ومن هو ضدها وفي هذه الحالة ستكون القزي الأكثر إرتياحاً لناحية التوقيع على المناصفة التي تؤيدها.

الخطوة المقبلة للناجحين في دورة خفراء الجمارك من المتوقع ان تكون حاسمة وقد تجبر الطفيلي والحاج شحاده وللمرة الأولى، على قول ما لم يصدر عنهما بعد، إلا في الكواليس والصالونات.