أوضح مصدر سياسي بارز في المعارضة عبر صحيفة "الشرق الأوسط" أن "تحرك رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" ​وليد جنبلاط​ باتجاه رئيس ​المجلس النيابي​ ​نبيه بري​، ورئيس ال​حكومة​ السابق ​سعد الحريري​، وإن كان يصبّ في إطار الجهود المبذولة لوأد الفتنة المذهبية وقطع الطريق على تفاقمها، فإن تحركه على أهميته لا يكفي ما لم يلقَ التجاوب المطلوب من "​حزب الله​" ويقترن بمبادرة حكومة الرئيس ​حسان دياب​ للتدخُّل سياسياً، وألا يقتصر جهده على ترؤسه لاجتماعات أمنية، وكأن ما حصل ليس أبعد من إشكال أمني تمّت السيطرة عليه، من دون أن يترك تداعيات سياسية".

وكشف المصدر السياسي أن بري والحريري وجنبلاط "على موقفهم لمنع إقحام البلد في فتنة مذهبية، وبالتالي سينزلون بكل ثقلهم على الأرض لتبديد أجواء الاحتقان وقطع الطريق على إحياء خطوط التماس التي كانت قائمة إبان فترات اندلاع الحرب الأهلية ويمارسون الضغط على محازبيهم للحفاظ على السلم الأهلي، والابتعاد عن الدعوات التي تهدد الاستقرار وعدم الدخول في سجالات لا تخدم التقيُّد بخطاب الاعتدال".

واستغرب "عدم تحرُّك دياب باتجاه القيادات السياسية والروحية التي تولّت إعادة الأمور إلى نصابها ومنع الانجرار إلى الفتنة المذهبية"، معتبرا أن "ترؤسه الاجتماع الأمني لا يكفي، وكان يُفترض أن يشكّل محور ​الاتصالات​ بدلاً من أن يقتصر موقفه على تغريدة برفض الفتنة والتعرّض للرموز الدينية".

ورأى أن "ما يقال عن دياب في هذا الخصوص ينسحب تلقائياً على موقف ​رئيس الجمهورية​ ​ميشال عون​ الذي اكتفى بتحديد موقف رافض لم تكن له مفاعيل سياسية"، مشيرا الى أن "بري وإن كان يشكّل من وجهتي نظر الحريري وجنبلاط كاسحة سياسية لتعطيل ​الألغام​ وتفكيك القنابل الملغومة في مواجهة منع الفتنة من أن تتمدد من ​بيروت​ باتجاه المناطق الأخرى، فإن الأنظار تتجه حالياً إلى "حزب الله" الذي أدان ما حصل وبات عليه السعي لإعادة تواصله مع حلفائه قبل المعارضة، لأنهم وقفوا ضد كل أشكال ​العنف​ التي مورست من هذا الفريق أو ذاك".