لفت ​البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي​، خلال ترؤسه قداس الذكرى السابعة لتكريس ​لبنان​ ل​قلب مريم الطاهر​، الى أن "لبنان يمر بأقسى مرحلة لم يعرف مثلها طوال الـ100 سنة من عمره واختربنا في مراحل سابقة وتملسنا ونتلمس اليوم يد ​السيدة العذراء​ ​سيدة لبنان​ التي تحمي هذا الوطن وشعبه"، متوجها الى المسؤولين السياسيين والإداريين والحزبيين متسائلا: "كيف تعيشون تكريسكم لخدمة خير الشعب وإزدهار ​الدولة​ وجعلها دول الحق، فيما نجدها دولة ​المحاصصة​ ويستباح فيها القانون والعدالة وينهب ​المال​ العام وتفرغ خزينة الدولة ويفقر الشعب ويرمى شباننا وشباتنا في الشارع جائعين محرومين بطالين حراقي دواليب قاطعي طرق، بينما هم طلاب ثانويون جامعيون، مصروفون من عملهم بسبب الوضع الإقتصادي والسياحي والصناعي والتعليمي المتدهور".

وأضاف: "أنتم الذين تسيرون وراء المخربين المشوهين لوجه ​الثورة​ الحضارية المحقة، كفو عن دسّ متظاهرين ليليين مشبوهين، حملتموهم غايات خبيثة في نفوسكم باتت مكشوفة، كلفتوموهم الإعتداء على المؤسسات والمحال التجارية وأملاك الغير وتشويه وجه العاصمة لعلكم تكفرون الشعب بوطنه وتضربون ​الإنتفاضة​ البهية. خافوا الله وأصغوا الى ضميركم، اذا كان عندكم ذرة من الضمير الحي"، مطالبا الدولة "بالتصدي بحزم لهؤلاء المخربين والحد من شرورهم منعا لإنزلاق ​الوضع الأمني​ نحو فتن لا نطيق احتمالها".

وشدد الراعي على أن "كنيستنا تنطق دائما من ثابتتين إثنتين على المستوى الوطني. الأولى الحفاظ على الشرعية لأن لا دولة من دونها، والثانية احتضان الشعب لأن لا دولة ولا شرعية من دون الشعب فهو الذي يعطي الثقة، وهو مصدر كل السلطات"، معتبرا أن "مشكلاتنا الوطنية اليوم هي أن ثقة الشعب بالوطن كبيرة، أما بالدولة فشبه معدومة، وثقته بالديمقراطية كبيرة، أما بأداء السياسيين والمؤسسات فضعيفة".

وأكد أن "الشعب ينتفض عن حق بسبب الوجع والقلق والعوز والخوف على الحاضر و​المستقبل​، فتحسسوا أيها المسؤولون وجعهم، لقد أفقرتموه على مر السنين وهو في الأصل ليس فقيرا، جوعتموه وهو في الأصل شبعانا، أنزلتموه الى الشارع وهو لم يكن يوما ابن شارع، حجزتم أمواله وهو الذي كد وضحى لادخارها، وعدتم بالاصلاح فزاد ​الفساد​ وعمت المحاصصة مستهترين بوجع صرخات ​المتظاهرين​ والثوار منذ 6 أشهر"، متسائلا: "أهذا هو إنجاز المسؤولين السياسيين الذين جعلوا ​الشعب اللبناني​ متسول بقاء ووجود، فيما تلألأ ك​المنارة​ في كل بلد وطأه محققا النجاح والإبداع".

وشدد الراعي على "أننا لن نسمح لأحد القضاء على دولة لبنان الراقية المتفلة بيوبيل تأسيسها المئوي، ونعمل على تجديد وجه هوية لبنان وهو سائر نحو المئوية الثانية"، مشيرا الى "أننا ندعم ​الحكومة​ من اجل غاية واحدة فقط هي ان تسمع ​صوت الشعب​ الذي يريد دولة فوق الجميع تؤمن قرارا واحدا وحوكمة رشيدة وتعيينات منزهة عن غايات السياسيين ومصالحهم، ومرتكزة على معايير قانونية تتماشى والمرحلة الدقيقة التي نعيشها. الشعب يريد حكومة تجري الإصلاحات المطالب بها، والتي كان ينبغي أن تبدأ بها ضمن خطة اصلاحية منذ نيلها الثقة".