علق عضو المكتب السياسي في "​تيار المستقبل​" النائب السابق، ​مصطفى علوش​ على خطاب الأمين العام ل​حزب الله​ ​السيد حسن نصرالله​، معتبرا أنه "إذا كان لديه خيارات لإنقاذ الوضع في ​لبنان​ من خلال الإنفتاح على الشرق، فلماذا لا يطلب من وزراء الحزب في ​الحكومة​ تقديم المشاريع التي تحدّث عنها، واذا عرقلت الحكومة هذه المشاريع فليخرجوا منها"، مشيرًا إلى أنه "حتى الآن لم يظهر أي عرض جدي من الشرق تجاه لبنان، فلا ​روسيا​ لديها رحابة الصدر للتبرّع للدول، ولا ​الصين​ أيضاً، أما ​إيران​ فهي تعاني من وضع إقتصادي صعب وترزح تحت الحصار والعقوبات"، لافتا الى أن "الحديث عن التوجّه نحو دول الشرق هو مضيعة للوقت، فكيف يذهب "المهتري عند المستوي" لطلب المساعدة".

وفي حديث لـ"النشرة"، أكد علوش أن "​أميركا​ تمارس سلطتها وقوّتها وتقوم بضغوط ماليّة وسيّاسية بهدف ​تحقيق​ أهداف سيّاسية، واذا اتّهمنا أميركا بالظلم ماذا سنحقق"؟، معتبرًا أن "حزب الله أخذ لبنان رهينة لسياساته، واليوم بات البلد في مواجهة الانهيار".

وماذا عن السياسات الإقتصادية التي كان تيار المستقبل شريكا أساسيا فيها، أجاب علوش: "بالطبع ليس حزب الله وحده من يتحمّل مسؤوليّة الوضع الذي وصلنا إليه، ونحن نتحمّلها ايضا خصوصا أننا سكتنا عن الوضع الشاذ على مدى سنوات، وسمحنا للحزب بالتمادي في فرض سيطرته على البلد".

ورأى علوش أن البديل عن مواجهة حزب الله في الداخل والتي قد تؤدي إلى صراع داخلي نحن بالغنى عنه خصوصا في هذه المرحلة، هو أن تخرج ​البيئة​ الحاضنة له وتصرخ في وجهه، معتبرًا أن "الوضع في لبنان متجه نحو الأسوأ وجميع اللبنانيين رهائن لمشروع حزب الله الذي أصبح على مشارف النهاية، ولكن أصحابه يسعون للحافظ عليه ولو كلف الأمر تدمير البلد".

وعن ​اللقاء الوطني​ في ​بعبدا​ الذي سيدعو له ​رئيس الجمهورية​ ​ميشال عون​ في 25 حزيران، كشف علوش أن "تيار المستقبل ليس لديه الجواب النهائي حوله حتى الآن ونحن بصدد دراسته بإنتظار أن تتوضح عناوينه، فإذا كان يهدف لرمي المسؤولية على الجميع على طريقة أمين عام حزب الله فسيكون لنا كلام آخر"، معتبرًا أن "بيان رؤساء الحكومات السابقين حول أن الوقائع تميّز هذا العهد بالانقضاض على حريّة التعبير وعلى ​اتفاق الطائف​ والالتفاف على ​الدستور​، هو ردّ أولي على هذه الدعوة".

وبالاجابة على سؤال حول تهرّب تيار "المستقبل" من تحمل المسؤولية في حين تولى زمام ​السلطة​ لسنوات طويلة، رفض علوش وضع "المستقبل" في هذه الخانة، مؤكدا أن "تيار المستقبل و​الحزب التقدمي الإشتراكي​ لديهما تصورا حول كيفية الحل، أما الحوار على قاعدة تعالوا لنسير بالإنهيار سويا فهذا مرفوض من قبلنا، وهناك خيارات بديلة جاهزة للنقاش".

وعن سياسات ​مصرف لبنان​ وتهويل رئيس الحكومة السابق ​سعد الحريري​ بأن إقالة ​رياض سلامة​ هي جنون إقتصادي، ردّ علوش بالقول: "اليوم هناك رئيس جمهورية و​مجلس الوزراء​، ونحن خارج السلطة والحكم فليأخذوا قرارا بإقالته، ولا يرمون فشلهم علينا، ولكن في الواقع هم ليس لديهم جرأة للإقدام على هكذا خطوة ولا يملكون أي بديل في حال دخل البلد في المجهول، كما أن الإبقاء على سلامة من قبلهم هو في الحقيقة إبقاء للخيوط مع الجانب الأميركي، ويراهنون على شفقة الأميركيين عليهم".

وفي الختام، شدّد علوش على أن "المرحلة لا تحتمل أي إهتزاز حكومي، وعلى ​حكومة حسان دياب​ أن تستمر وتتحمل مسؤولياتها حتى النهاية، وتيار المستقبل في موقع المعارضة، ومن واجبه التصويب على أخطاء الحكومة، التي عليها أن تتخذ القرارات اللازمة لخدمة مصالح ​الشعب اللبناني​".