ركّزت صحيفة "الغارديان" البريطانية، في افتتاحيّتها بعنوان "أفضل الخصوم"، على أنّه "طالما سادت الخصومة بين ​فرنسا​ و​بريطانيا​ على مدى قرون وأجيال، ولكن عندما توجّه ​شارل ديغول​ بمناشدته لفرنسا عبر إذاعة "بي بي سي" يوم 18 حزيران 1940، كانت الدولتان تعتمدان على بعضهما البعض أكثر من أي وقت مضى. وفي كلمته حينها، قال ديغول إنّ على فرنسا مواصلة القتال ضدّ هتلر رغم سقوطها في يد النازي".

ولفتت إلى أنّ "الرئيس الفرنسي ​إيمانويل ماكرون​ جاء إلى بريطانيا للاحتفال بمرور 80 عامًا على هذا اليوم التاريخي، وزيارته اتّسمت بالبراغماتيّة والانتفاع بأهميّة اللحظة"، مشيرةً إلى أنّ "الزيارة جاءت لتكريم زعيم فرنسي عظيم، وللإعراب عن الامتنان لمدينة لندن، ولكنّها جاءت أيضًا لمناقشة قضايا متعلّقة بخروج بريطانيا من ​الاتحاد الأوروبي​، والإجراءات المتّخذة حيال الوباء في دولة الجوار". وبيّنت أنّ "الهدف الأهم للرحلة ربّما يكون هو توجيه انتباه الناخب الفرنسي إلى أنّ بلاده تطوي صفحة وباء "​كورونا​".

وذكرت الصحيفة، أنّ "تعامل ماكرون وحكومته مع الوباء كان ملتبّسًا، وشهد نقاط ضعف وثغرات. وكان أهمّ الإجراءات الّتي اتّخذها هو إعلان إغلاق البلاد قبل أسبوع من اتخاذ رئيس الوزراء البريطاني ​بوريس جونسون​ إجراء مماثلًا". ورأت أنّ "قرار الإغلاق هذا ربّما أنقذ حياة الآلاف، ولكن حكومة ماكرون أخفقت في عدد من النقاط الهامّة، الّتي أخفقت فيها أيضًا ​الحكومة البريطانية​"، مؤكّدةً أنّ "فرنسا تأخّرت في إجراء فحوص كافية لاكتشاف الفيروس، وتأخّرت في توفير معدّات حماية كافية للعاملين في المجال الصحّي، وتأخّرت أيضًا في احتواء تفشّي الفيروس في دور رعاية المسنّين".

وقارنت بين فرنسا وبريطانيا في ما يتعلّق بإجراءات الخروج من الإغلاق العام، لافتةً إلى أنّ "تعامُل فرنسا مع الأمر كان أكثر ثقة وأفضل تخطيطًا". وأوضحت أنّ "معدّلات الرضا عن ماكرون، كما هو الحال مع جونسون، شهدت تقلّبات كبيرة جراء كيفيّة التعامل مع تفشّي الوباء. كما أنّ استطلاعات الرأي تشير إلى أنّ نسبة الرضا عن ماكرون تبلغ الآن 38 في المئة، وهي ليست بالنسبة الكارثيّة، ولكنّها ليست مثارًا للابتهاج أيضًا".