أكّد وزير الثقافة والزراعة ​عباس مرتضى​، "أنّنا اليوم في واقع مرير وظروف صعبة تمرّ فيها البلد. وأنا كوزير زراعة واجبي كبير، لأنّ كلّ الأنظار شاخصة في هذا الوطن إلى لقمة الطعام، وبخاصّة ​القطاع الزراعي​"، مبيّنًا أنّ "اليوم لا يمكن أن نستمرّ من دون تعزيز هذا القطاع الّذي ينتج أيضًا القطاع الصناعي والغذائي، وحجمه 38 بالمئة من حجم الصناعات الغذائيّة في ​لبنان​ ومن نسبة ​المصانع​ فيه".

وأوضح في كلمة له خلال اللقاء الموسع الّذي عقده في ​غرفة التجارة والصناعة والزراعة​ في صيدا و​الجنوب​، مع ممثّلي الهيئات الإقتصاديّة والتجاريّة والقطاعات الصناعيّة والزراعيّة في صيدا والجنوب، "أنّنا عندما نقول إنّنا نريد تعزيز الزراعة، فلنعزّز الصناعة الغذائيّة معها أيضًا. وانطلاقًا من هذه المبادئ والأفكار الّتي بدأنا بها ونضعها من خلال خطّتنا وإطارنا الاستراتيجي، لا بدّ من تضافر الجهود والتعاون حتّى نكون جميعًا إلى جانب بعضنا لنعزّز هذه القطاعات".

وشدّد مرتضى على أنّ "قطاع الزراعة هو بغاية الإهمال، والإهمال لم ينتج من إدارة معيّنة أو وزير معيّن، بل من دولة أهملت هذا القطاع لعشرات السنوات، لأنّه كانت هناك قطاعات أفضل وتنتج أفضل وكان هناك توجّه باتجاهها. أمّا اليوم، بعد الأزمات الّتي تفاقمت عندنا في البلد وبعد أن وصل ​الإقتصاد اللبناني​ إلى أن يكون مهدّدًا وكلّ القطاعات تكون مهددّة، بات كلّ اللبنانيّين شاخصون إلى الزراعة وكيفيّة تطويرها".

وتساءل: "هل التطوير الزراعي يقوم بين يوم وآخر؟ هل يقوم على إمكانات وقدرات ​وزارة الزراعة​ فقط؟ هل تطوير القطاع الزراعي يصبح بالجولات والخطابات؟ أنا اقول لكم لا. وأنا لست هنا لأقوم بجولة في الجنوب أو لنجلس مع بعضنا البعض، إنّما أنا هنا لأضع يدي بيدكم لنتعاون حتّى ننهض بهذا القطاع، لأنّ وزارة الزراعة منفردة لا تستطيع النهوض بالقطاع". وبيّن أنّ "اليوم، هناك جهود يجب أن تتضافر، والتعاون يجب أن يكون قائمًا وإرادة قويّة، لنرى بأيّ زاوية من زوايا هذا الوطن يمكن أن ننهض فيها وبخاصّة القطاع الزراعي".

كما لفت إلى أنّ "الأمن الغذائي والسيادة الغذائية محورا الحديث في لبنان، بل باتا مستقبل لبنان. فهل سيكون هناك سيادة غذائيّة في الوطن؟ هل سيكون هناك أمن غذائي في الوطن؟ وأيضًا يتبعهم ​سلامة الغذاء​"، مشيرًا إلى "أنّنا لا نريد أن نؤمّن سيادة غذائيّة وأمنًا غذائيًّا، وتكون المواصفات رديئة، أو أن نقدّم للمواطنين منتجات لا تتضمّن المواصفات. لذلك، اليوم نحن من خلال جولتنا، وانطلاقتنا من هذا المكان الّذي يعزّز الروحيّة الإقتصاديّة ويقوم بالتعاون الكبير خلال إنتاج الدورة الإقتصاديّة لهذه المنطقة، نريد أن نؤكّد على التعاون وبذل جهود أكبر، والسهر أكثر على هذا القطاع حتّى يتطوّر".

وركّز مرتضى على "أنّنا بدل أن نلعن الظلام فلنضئ شمعة. نحن نستطيع أن ننطلق من الكلمة والتوجيه والإرشاد ومن ثمّ هناك مخططات كثيرة نقوم بها في وزارة الزراعة. نتلاقى بعضنا مع بعض حتّى ننهض سويًّا بهذا الواقع المرير الّذي يمر به لبنان"، معلنًا "أنّنا لن نوفّر جهدًا، وسنكون إلى جانب كلّ مزارع في هذا الوطن، فكيف إذا كان هذا المزارع من الجنوب، الّذي صمد في الأرض وحافظ عليها رغم كلّ الظروف الصعبة والمريرة الّتي مرّ بها في لبنان".