يتوقّف العالم كلّه اليوم مراقباً تطورات الانتخابات الرئاسيّة الأميركية المنتظرة، فالبعض يتمنّى انتهاء ولاية الرئيس الحالي ​دونالد ترامب​ اليوم قبل الغد، والبعض الآخر من حلفاء أميركا يحلم ببقائه نظراً لما تسبّب به من ضرر للمحور الروسي ال​إيران​ي الصيني وحلفائه حول العالم، وصولا الى ​سوريا​.

في إيران، ترقّب لهذه الانتخابات وهو ما ظهر علانيّة في الأخذ والردّ الذي شهدته مواقع التواصل الاجتماعي بين ترامب و​وزير الخارجية​ الايرانية ​محمد جواد ظريف​ عن ارتباط عملية تبادل بعض المساجين ب​الانتخابات الرئاسية​. ورغم هذا الترقّب، لم تتوقّف طهران عن تحدّي ​الإدارة الأميركية​.

يبدو أنّ تجربة ايصال بواخر المساعدات إلى ​فنزويلا​، والتوعّد بإيصال المزيد، وما رافق ذلك من تحذيرات لأميركا بمنع المسّ بأيّ ​باخرة​، لم ينتهِ، فإيران التي قررت كسر الحصار عليها لدعم الدول الحليفة لها، ستتجّه الى فعل نفس الشيء مع سوريا التي تعاني مع بدء سريان قانون قيصر الذي يهدف لتجويع ​الشعب السوري​، تمهيدا لكسر ​القيادة​ السوريّة وفصلها عن المحور الذي تتواجد فيه إيران.

إنّ هذا القرار الإيراني باتجاه سوريا، انطلق بالفعل إذ بدأت 15 باخرة إيرانية تحمل ​النفط​ والغذاء و​الدواء​ رحلتها نحو الشواطئ السورية لكسر قانون قيصر الذي فرضته أميركا على دمشق، وبحال وصول هذه البواخر دون أيّ إعتراض أميركي سيضعف قانون العقوبات، وربما لن يصل الى أيّ نتيجة تُذكر، وبحال تم اعتراض البواخر اميركيًّا، فالرد الإيراني سيكون جاهزا وهو ما خبرته الإدارة الاميركية في الأشهر الماضية.

أما على الصعيد السياسي، فينشط وزير الخارجيّة محمد جواد ظريف من جهته في المنطقة أيضا، وقد برزت في الأيام الماضية زياراته إلى ​تركيا​ ومن ثم روسيا، حيث كشف عن أن اللقاءين كانا لتنسيق العمل إضافة لبحث التطورات في المنطقة، علما أن هذه اللقاءات لن تتوقف بالمرحلة المقبلة، اذ تتوقع بعض الأوساط أن يلحق هذه الاجتماعات الثنائيّة، اجتماع ثلاثي يجمع بين طهران وموسكو وأنقرة، يستكمل عملية النقاش حول سوريا، مع بدء سريان قانون قيصر.

اذا، تحاول طهران بحسب مصادر متابعة لعب دور الرابط بين دول المنطقة لتوحيد الصفوف أمام أيّ هجمةأميركيّة، سياسيّة كانت او عسكريّة، على المحور بشكل كامل، فهي تحاول تحسين ظروف الصمود للدول الحليفة لها، من فنزويلا الى سوريا، مشيرة الى أنّ القيادة الإيرانيّة ترى أن الهدف من قانون قيصر هو الضغط على إيران، والدليل هو الصلاحيات الواسعة التي مُنحت للإدارة الأميركية بمنع الاستثناءات للبعض والتشدد مع البعض الآخر، في تعاملاتهم مع سوريا، وبذلك يكون الهدف بحسب الإيرانيين، ترهيب وترغيب المحيطين بسوريا والمتعاملين معها.

لذلك، ستكون إيران أول وأبرز وأهم الداعمين لسوريا بوجه القانون، الامر الذي لا يمكن لها فعله في لبنان بسبب النظام السياسي فيه، ومواقف بعض الأطراف اللبنانية من الجمهوريّة الإسلاميّة، ما يعني أن البلد بحاجة الى حماية نفسه بنفسه، والتوجه نحو أميركا للحصول منها على استثناءات ضروريّة بشأن تسيير شاحناته عبر سوريا للتصدير، وشراء المواد الغذائيّة، وغيرها من الأمور الضروريّة للبلد.

وتشير المصادر الى أن لبنان مدعوّ للقيام بهذه الخطوة بأسرع وقت ممكن لعدم ترك المجال أمام الإدارة الأميركية للإستفادة من خبايا القانون ساعة تشاء ولاجل الهدف الذي تعمل لأجله، مشدّدة على أنّ الأردن استحصل على الاستثناءات اللازمة منذ أيّام، ولا يكفي أن تقرأ الحكومة اللبنانيّة قانون قيصر على طاولتها، وأن تكتفي بذلك.

تحاول إيران شدّ اواصر المحور للصمود، أقلّه حتى الخريف المقبل، تاريخ الانتخابات الرئاسيّة الأميركيّة، فهل تصمد الدول مع ارتفاع حجم الضغوط؟.