أشار عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب ​محمد نصرالله​، إلى أن "الفرص أمام ال​لبنان​يين لتجاوز ازماتهم الاقتصادية، المالية والنقدية، باتت ضيقة جدا، وقد تركت آثارها الاجتماعية المؤلمة على الوطن والمواطن، لجهة فقدان العملة الوطنية قيمتها أمام الدولار، وارتفاع معدل البطالة، وسقوط قطاعات المجتمع الواحد تلو الآخر".

ولفت نصرالله، خلال استقباله وفوداً شعبية، إلى أنه "ها نحن أمام سقوط ما لا يقل عن عشرة آلاف معلم في التعليم الخاص، في لوائح البطالة، خلال الأيام المقبلة، مما يعتبر كارثة وطنية بكل المعايير السياسية والاجتماعية"، منوهاً بأن "ما وقع في سهول وأحراج ​الهرمل​ العزيزة من حرائق وخسائر، يذكرنا بما حصل السنة الماضية، حيث نشب أكثر من مائة حريق دفعة واحدة، قضى على ملايين الأشجار، لا سيما في منطقة ​إقليم الخروب​ العزيزة"، متسائلاً "ماذا ننتظر حتى نتحرك لمعالجة ازماتنا السياسية، ولبنان كله ذاهب إلى الاحتراق".

كما أفاد بأن "واقعنا الوطني بات بحاجة إلى معجزة لتصحيح وضعه، ونحن نتطلع إلى المحاور الدولية، التي تتدخل في شؤوننا، فمنها من يقدم عروضا، ولا يضع شروطا، ومنها يضع شروطا، ولا يقدم عروضا، ونحن نضيع بالخيارات، فهل نمضي مع هذا أم ذاك؟"، موضحاً "تعالوا نتفق على أن مصلحة اللبنانيين هي البوصلة، التي تحركنا شرقا أو غربا، وربما نكون مع الشرق في مشروع، ومع الغرب في مشروع آخر، على ضوء مصلحتنا ليس إلا، وبإمكاننا أن نفعل ذلك بوحدتنا وبابتعادنا عن الاصطفافات المسبقة، ذات الطابع التبعي أو الطائفي أو بسبب فساد وسمسرات، وإن لم نفعل، فإننا ربما نكون خلال أيام أمام فرصة حوار أخيرة، إذا فشلنا في اغتنامها، فإننا سنكون محكومين بالسقوط المدوي، الذي سيرتب حكما نتائج سلبية لا يعلم مداها، وحجم آثارها، سوى رب العالمين، وسيدفع اللبنانيون جميعا، ثمنها ولو بنسب متفاوتة".

ورأى نصرالله أن "هذه الأوضاع الصعبة، تأتي وقد دخل ​قانون قيصر​ الأميركي حيز التنفيذ، ومن حقنا، لا بل من واجبنا كلبنانيين، أن نكون حذرين من آثاره السلبية، لا سيما وأننا دولة لها حدود برية واحدة مع ​سوريا​ الشقيقة، وهي بمثابة الرئتين اللتين نتنفس منها استيرادا وتصديرا بريا، وأي تفسير سلبي لهذا القانون، قد يؤدي إلى خنق لبنان إذا فشلنا في اغتنام ما تبقى من وقت، وفرص للنهوض الممكن بوطننا، وتصحيح سلوك نظامنا السياسي، فإن الوطن سيبقى وسيسقط النظام، ويطبق التاريخ سننه علينا، باستيلاد نظام جديد على قاعدة البقاء للأقوى، والأقوى هو صاحب الحق، ونحن نؤمن أننا أصحاب حق، إن شاء الله".

ونوه كذلك بأنه "فلنتق الله بوطننا، ونخرج من الرهان على الأوهام، ونؤكد أن مصلحة لبنان واللبنانيين فوق كل اعتبار، ونمد اليد للتعاون مع الجميع باستثناء العدو الإسرائيلي".